الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٥٢
الله عنه قال بينما سليمان بن داود عليه السلام يمشى مع أبويه وهو غلام إذ سمع صوت الرعد فخر فلصق بفخذ أبيه فقال يا بنى هذا صوت مقدمات رحمته فكيف لو سمعت صوت مقدمات غضبه * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن كعب رضي الله عنه قال من قال حين يسمع الرعد سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثلاثا عوفي مما يكون في ذلك الرعد * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع الرعد فقال أتدرون ما يقول فقلنا الله ورسوله أعلم قال فإنه يقول موعدك لمدينة كذا * وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما رجل في فلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا هو رجل قائم في حديقة يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبد الله ما اسمك فقال فلان للاسم الذي سمع في السحابة فقال له لم سألتني عن اسمي قال سمعت في السحاب الذي هذا ماؤه اسق حديقة فلان لاسمك بما تصنع فيها قال أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل انا وعيالي ثلثا وأرد فيه ثلثه * قوله تعالى (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء) الآية * أخرج النسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني في الأوسط وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من أصحابه إلى رأس من رؤساء المشركين يدعوه إلى الله فقال المشرك هذا الاله الذي تدعوني إليه أمن ذهب هو أم من فضة أم من نحاس فتغالهم مقالته فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال ارجع إليه فرجع إليه فأعاد عليه القول الأول فرجع فأعاده الثالثة فبينما هما يتراجعان الكلام بينهما إذ بعث الله سحابة حيال رأسه فرعدت وأبرقت ووقع منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل الله تعالى ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء الآية * وأخرج ابن جرير والخرائطي في مكارم الأخلاق عن عبد الرحمن بن صحار العبدي انه بلغه ان نبي الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى جبار يدعوه فقال أرأيتم ربكم اذهب أم فضة هو أم لؤلؤ هو قال فبينما هو يجادلهم إذ بعث الله سحابة فرعدت فأرسل الله عليه صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل الله هذه الآية ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال * وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أخبرني عن ربك من ذهب هو أم من لؤلؤ أم ياقوت فجاءه صاعقة فاخذته فأنزل الله ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء الآية * وأخرج ابن جرير عن علي رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد حدثني عن إلهك هذا الذي تدعو إليه أياقوت هو أذهب هو أم ما هو فنزلت على السائل صاعقة فأحرقته فأنزل الله تعالى ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبي كعب المكي رضي الله عنه قال قال خبيث من خبثاء قريش أخبرونا عن ربكم من ذهب هو أم من فضة أم من نحاس فقعقعت السماء قعقعة فإذ أقحف رأسه ساقط بين يديه فأنزل الله تعالى ويرسل الصواعق الآية * وأخرج ابن جرير والخرائطي عن قتادة رضي الله عنه ذكر لنا ان رجلا أنكر القرآن وكذب النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل الله عليه صاعقة فأهلكته فأنزل الله تعالى فيه وهم يجادلون في الله الآية * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ويرسل الصواعق قال نزلت في عامر بن الطفيل وفى أربد بن قيس أقبل عامر فقال إن لي حاجة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اقترب فاقترب حتى جثى على النبي صلى الله عليه وسلم وسل أربد بعض سيفه فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم بريقه تعوذ بآية من القرآن كان يتعوذ بها فأيبس الله يد أربد على السيف وأرسل عليه صاعقة فاحترق فذلك قول أخيه أخشى على أربد الحتوف ولا * أرهب نوء السماك والأسد فجعني البرق والصواعق * بالفارس يوم الكريهة النجد * وأخرج ابن أبي حاتم والخرائطي وأبو الشيخ في العظمة عن أبي عمران الجوني قال إن بحورا من النار دون
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست