الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٣
النون إياه وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله وذا النون إذ ذهب مغاضبا قال مغاضبا لقومه * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن قيس قال كانت تكون أنبياء جميعا يكون عليهم واحد فكان يوحى إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أرسل فلان إلى بنى فلان فقال الله إذ ذهب مغاضبا قال مغاضبا لذلك النبي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فظن أن لن نقدر عليه قال ظن أن لن يأخذه العذاب الذي أصابه * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله إذ ذهب مغاضبا قال انطلق آبقا فظن أن لن نقدر عليه فكان له سلف من عمل صالح فلم يدعه الله فبه أدركه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فظن أن لن نقدر عليه قال ظن أن لن نعاقبه بذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطية في قوله فظن أن لن نقدر عليه قال أن لن نقضي عليه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله فظن أن لن نقدر عليه يقول ظن أن الله لن يقضى عليه عقوبة ولا بلاء في غضبه الذي غضب على قومه وفراقه إياهم * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن الحارث قال لما التقم الحوت يونس نبذ به إلى قرار الأرض فسمع تسبيح الأرض فذاك الذي حاجه فناداه * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن الحسن رضي الله عنه في قوله فظن أن لن نقدر عليه قال ظن أن لن نعاقبه فنادى في الظلمات قال ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت أن لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين قالت الملائكة صوت معروف في أرض غريبة * وأخرج ابن جرير عن قتادة والكلبي فظن أن لن نقدر عليه قالا ظن أن لن نقضي عليه العقوبة * وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما فنادى في الظلمات قال ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب وعمرو بن ميمون وقتادة مثله * وأخرج أحمد في الزهد عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي الدنيا في كتاب الفرج بعد الشدة وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه فنادى في الظلمات قال ظلمة الليل وظلمة بطن الحوت وظلمة لبحر * وأخرج ابن جرير عن سالم بن أبي الجعد قال أوحى الله تعالى إلى الحوت أن لا تضر له لحما ولا عظما ثم ابتلع الحوت حوت آخر قال فنادى في الظلمات قال ظلمة الحوت ثم حوت ثم ظلمة البحر * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال كل تسبيح في القرآن صلاة لا قوله سبحانك انى كنت من الظالمين * وأخرج الزبير ابن بكار في الموفقيات من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما ان معاوية قال له يوما انى قد ضربتني أمواج القرآن البارحة في آيتين لم أعرف تأويلهما ففزعت إليك قال وما هما قال قول الله وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه وأنه يفوته ان أراده وقول الله حتى إذا استيأس لرسل وطنوا أنهم قد كذبوا كيف هذا يظنون أنه قد كذبهم ما وعدهم فقال ابن عباس أما يونس فظن أن لن تبلغ خطيئته أن يقدر الله عليه فيها العقاب ولم يشك ان الله ان أراده قدر عليه وأما الآية الأخرى فان الرسل استيأسوا من ايمان قومهم وظنوا ان من عصاهم لرضا في العلانية قد كذبهم في السر وذلك لطول البلاء عليهم ولم تستيئس الرسل من نصر الله ولم يظنوا انهم كذبهم ما وعدهم فقال معاوية فرجت عنى يا ابن عباس فرج الله عنك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما دعا يونس قومه أوحى الله إليه أن العذاب يصبحهم فقال لهم فقالوا ما كذب يونس وليصبحنا العذاب فتعالوا حتى نخرج سخال كل شئ فنجعلها مع أولادنا لعل الله أن يرحمهم فاخرجوا النساء مع الولدان وأخرجوا الإبل مع فصلانها وأخرجوا البقر مع عجاجيلها وأخرجوا الغنم مع سخالها فجعلوه امامهم وأقبل العذاب فلما رأوه جأروا إلى الله ودعوا وبكى النساء والولدان ورغت الإبل وفصلانها وخارت البقر وعجاجيها ونعت الغنم وسخالها فرحمهم الله فصرف ذلك العذاب عنهم وغضب يونس فقال كذبت فهو قوله إذ ذهب مغاضبا فمضى إلى البحر وقوم رست سفينتهم فقال احملوني معكم فحملوه فاخرج الجعل فأبوا أن يقبلوه منه فقال إذا أخرج عنكم فقبلوه فلما لجت السفينة في البحر أخذهم البحر والأمواج فقال لهم يونس اطرحوني تنجوا قالوا بل نمسكك ننجوا قال فساهموني يعنى قارعوني فساهموه ثلاثا فوقعت عليه القرعة فأوحى إلى سمكة
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»
الفهرست