الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٢
شريك ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأوزاغ وقال كانت تنفخ على إبراهيم صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف أخبرنا معمر عن قتادة عن بعضهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم وكانت الوزغ تنفخ عليه ونهى عن قتل هذا وأمر بقتل هذا أخرجه وابن المنذر قال أيضا أخبرنا أبو سعيد الشامي عن أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الضفدع فان صوته تسبيح وتقديس وتكبير ان البهائم استأذنت ربها في أن تطفئ النار عن إبراهيم فأذن للضفادع فتراكبت عليه فأبدلها الله بحر النار برد الماء * وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم وابن مردويه والخطيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ألقى إبراهيم في النار قال اللهم انك في السماء واحد وأنا في الأرض واحد أعبدك * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر عن ابن عمر وقال أول كلمة قالها إبراهيم حين ألقى في النار حسبنا الله ونعم الوكيل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن كعب قال ما أحرقت النار من إبراهيم الا وثاقه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن المنهال بن عمر وقال أخبرت ان إبراهيم ألقى في النار فكان فيها اما خمسين واما أربعين قال ما كنت أياما وليالي قط أطيب عيشا إذ كنت فيها وددت ان عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال لما ألقى إبراهيم خليل الرحمن في النار قال الملك خازن المطر يا رب ان خليلك إبراهيم رجا أن يؤذن له فيرسل المطر فكان أمر الله أسرع من ذلك فقال يا نار كوني براد وسلاما على إبراهيم فلم يبق في الأرض نار الا طفئت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال الذي قال حرقوه هبون فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها لي يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله قلنا يا نار قال كان جبريل هو الذي قالها * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لو لم يتبع بردها سلاما لمات إبراهيم من بردها فلم يبق في الأرض يومئذ نار الا طفئت ظنت انها هي تعنى * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر عن علي في قوله قلنا يا نار كوني بردا وسلاما قال لولا أنه قال وسلاما لقتله بردها * وأخرج ابن أبي حاتم عن شمر بن عطية قال لما أرادوا ان يلقوا إبراهيم في النار نادى الملك الذي يرسل المطر رب خليلك رجا أن يؤذن له فيرسل المطر فقال الله يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم فلم يبق في الأرض يومئذ نار الا بردت * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد من طريق أبى هلال عن بكر ابن عبد الله المزني قال لما أرادوا ان يلقوا إبراهيم في النار جاءت عامة الخليقة فقالت يا رب خليلك يلقى في النار فائذن لنا نطفئ عنه قال هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره وانا إلهه ليس له اله غيري فان استغاثكم فأغيثوه والا فدعوه قال وجاء ملك القطر قال يا رب خليلك يلقى في النار فائذن لي ان أطفئ عنه بالمطر قال هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره وانا إلهه ليس له اله غيري فان استعان بك فأعنه والا فدعه قال فلما ألقى في النار دعا بدعاء نسيه أبو هلال فقال الله عز وجل يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم قال فبردت في المشرق والمغرب فما انضجت يومئذ كراعا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال قال كعب ما انتفع أحد من أهل الأرض يومئذ بنار ولا أحرقت النار يومئذ شيئا الا وثاق إبراهيم وقال قتادة لم تأت دابة يومئذ الا أطفأت عنه النار الا الوزغ * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال يذكرون ان جبريل كان مع إبراهيم في النار يمسح عنه العرق * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية قال لما ألقي إبراهيم في النار قعد فيها فأرسلوا إلى ملكهم فجاء ينظر متعجبا فطارت منها شرارة فوقعت على ابهام رجله فاشتعل كما تشتعل الصوفة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال خرج إبراهيم من النار يعرق لم تحرق النار الا وثاقه فاخذوا شيخا منهم فجعلوه على نار كذلك فاحترق * وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن صرد وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ان إبراهيم لما أرادوا ان يلقوه في النار جعلوه يجمعون له الحطب فجعلت المرأة العجوز تحمل على ظهرها فيقال لها أين تريدين فتقول اذهب إلى هذا الذي يذكر آلهتنا فلما ذهب به ليطرح في النار قال انى ذاهب إلى ربى سيهدين فلما طرح في النار قال حسبي الله ونعم الوكيل فقال الله يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم فقال أبو لوط وكان عمه ان النار لم تحرقه من اجل قرابته منى فأرسل الله عنقا من النار فأحرقته * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير عن علي بن أبي طالب في قوله قلنا يا نار كوني بردا قال بردت عليه حتى
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»
الفهرست