الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٨
تعالى كما كان فيحفرونه حتى يسمع الذين يلونهم قرع فؤوسهم فإذا كان الليل ألقى الله على لسان رجل منهم يقول نجئ غدا فنخرج إن شاء الله فيجيئون من الغد فيجدون كما تركوه فيخرقون ثم يخرجون فتمر الزمرة الأولى بالبحيرة فيشربون ماءها ثم تمر الزمرة الثانية فيلحسون طينها ثم تمر الزمرة الثالثة فيقولون كان ههنا مرة ماء ويفر الناس منهم ولا يقوم لهم شئ ويرمون بسهامهم إلى السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون غلبنا أهل الأرض وأهل السماء فيدعو عليهم عيسى عليه السلام فيقول اللهم لا طاقة ولا يد لنا بهم فاكفناهم بما شئت فيرسل الله عليهم دودا يقال له النغف فتقرس رقابهم ويبعث الله عليهم طيرا فتأخذهم بمناقيرها فتلقيهم في البحر ويبعث الله تعالى عينا يقال لها الحياة تطهر الأرض منهم وينبتها حتى أن الرمانة ليشبع منها السكن قيل وما السكن يا كعب قال أهل البيت قال فبينا الناس كذلك إذ أتاهم الصرايخ أن ذا السويقتين أتى البيت يريده فيبعث عيسى طليعة سبعمائة أو بين السبعمائة والثمانمائة حتى إذا كانوا ببعض الطريق يبعث الله ريحا يمانية طيبة فيقبض فيها روح كل مؤمن ثم يبقى محاح من الناس فيتسافدون كما تتسافد البهائم فمثل الساعة كمثل رجل يطيف حول فرسه ينظرها متى تضع * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال ما كان منذ كانت الدنيا رأس مائة سنة الا كان عند رأس المائة أمر قال وفتحت يأجوج ومأجوج وهم كما قال الله من كل حدب ينسلون فيأتي أولهم على نهر عجاج فيشربونه كله حتى ما يبقى منه قطرة ويأتي آخرهم فيمر فيقول قد كان ههنا مرة ماء فيفسدون في الأرض ويحاصرون المؤمنين في مدينة إيليا فيقولون لم يبق في الأرض أحد الا قد ذبحناه هلموا نرمي من في السماء فيرمون في السماء فترجع إليهم سهامهم في نصلها الدم فيقولن ما بقى في الأرض ولا في السماء أحد الا وقد قتلناه فيقول المؤمنون يا روح الله ادع الله عليهم فيدعو عليهم فيبعث الله في آذانهم النغف فيقتلهم جميعا في ليلة واحدة حتى تنتن الأرض من جيفهم فيقول المؤمنون يا روح الله ادع الله فانا نخشى أن نموت من نتن جيفهم فيدعو الله فيرسل عليهم وابلا من السماء فيجعلهم سيلا فيقذفهم في البحر * وأخرج ابن جرير عن حذيفة رضي الله عنه قال لو أن رجلا اقتنى فلوا بعد خروج يأجوج ومأجوج لم يركبه حتى تقوم الساعة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري وأبو يعلى وابن المنذر عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحجن هذا البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج * قوله تعالى (واقترب الوعد الحق) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد واقترب الوعد الحق قال اقترب يوم القيامة * وأخرج عن الربيع واقترب الوعد الحق قال قامت عليهم الساعة * قوله تعالى (انكم وما تعبدون) الآيات * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو داود في ناسخه والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون قال المشركون فالملائكة وعيسى وعزير يعبدون من دون الله فنزلت ان الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون عيسى وعزيز والملائكة * وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء عبد الله بن الزبعرى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال تزعم أن الله أنزل عليك هذه الآية انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون قال ابن الزبعرى قد عبدت الشمس والقمر والملائكة وعزير وعيسى ابن مريم كل هؤلاء في النار مع آلهتنا فنزلت ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون ثم نزلت ان الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن مردويه والطبراني من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون شق ذلك على أهل مكة وقالوا شتم الآلهة فقال ابن الزبعرى أنا أخصم لكم محمدا ادعوه لي فدعى فقال يا محمد هذا شئ لآلهتنا خاصة أم لكل من عبد من دون الله قال بل لكل من عبد من دون الله فقال ابن الزبعري خصمت ورب هذه البنية يعنى الكعبة ألست تزعم يا محمد أن عيسى عبد صالح وأن عزيرا عبد صالح وأن الملائكة صالحون قال بلى قال فهذه النصارى تعبد عيسى وهذه اليهود تعبد عزيرا وهذه بنو مليح تعبد الملائكة فضج أهل مكة وفرحوا فنزلت ان الذين سبقت لهم منا
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»
الفهرست