الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٨
* وأخرج ابن أبي شيبة واحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال كان لأيوب اخوان فجاءا يوما فلم يستطيعا ان يدنوا منه من ريحه فقاما من بعيد فقال أحدهما للآخر لو كان الله علم من أيوب خيرا ما ابتلاه بهذا فجزع أيوب من قولهما جزعا لم يجزع من شئ قط مثله قال اللهم ان كنت تعلم انى لم أبت ليلة قط شبعا وأنا اعلم مكان جائع فصدقني فصدق من السماء وهما يسمعان ثم خر ساجدا وقال اللهم بعزتك لا أرفع رأسي حتى تكشف عنى فما رفع رأسه حتى كشف الله عنه * وأخرج ابن عساكر عن الحسن قال ضرب أيوب بالبلاء ثم بالبلاء بعد البلاء بذهاب الاهل والمال ثم ابتلى في بدنه ثم ابتلى حتى قذف في بعض مزابل بني إسرائيل فما يعلم أيوب دعا الله يوما أن يكشف ما به ليس الا صبرا واحتسابا حتى مر به رجلان فقال أحدهما لصاحبه لو كان لله في هذا حاجة ما بلغ به هذا كله فسمع أيوب فشق عليه فقال رب مسني الضر ثم رد ذلك إلى ربه فقال وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال وآتيناه أهله في الدنيا ومثلهم معهم في الآخرة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال قيل له يا أيوب ان أهلك لك في الجنة فان شئت أتيناك بهم وان شئت تركناهم لك في الجنة وعوضناك مثلهم قال لا بل اتركهم لي في الجنة قال فتركوا له في الجنة وعوض مثلهم في الدنيا * واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن نوف البكالي في قوله وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال انى أدخرهم في الآخرة وأعطي مثلهم في الدنيا فحدث بذلك مطرف فقال ما عرفت وجهها قبل اليوم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن الضحاك قال بلغ ابن مسعود ان مروان قال في هذه الآية وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال أوتى باهل غير أهله فقال ابن مسعود بل أوتى بأعيانهم ومثلهم معهم * وأخرج ابن المنذر عن الحسن في قوله وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال لم يكونوا ماتوا ولكنهم غيبوا عنه فاتاه أهله ومثلهم معهم في الآخرة * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال أحياهم بأعيانهم وزاد إليهم مثلهم * وأخرج ابن جرير عن الحسن وقتادة في قوله وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال أحيا الله له أهله بأعيانهم وزاده الله مثلهم * وأخرج ابن جرير عن الحسن ومثلهم معهم قال من نسلهم * وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال ما كان بقى من أيوب عليه السلام الا عيناه وقلبه ولسانه فكانت الدواب تختلف في جسده ومكث في الكناسة سبع سنين وأياما * وأخرج أحمد عن نوف البكالي قال مر نفر من بني إسرائيل بأيوب فقالوا ما أصابه ما أصابه الا بذنب عظيم أصابه فسمعها أيوب فعند ذلك قال مسني الضر وأنت أرحم الراحمين وكان قبل ذلك لا يدعو * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال لقد مكث أيوب مطروحا على كناسة سبع سنين وأشهرا ما يسأل الله ان يكشف ما به وما على وجه الأرض خلق أكرم من أيوب فيزعمون أن بعض الناس قال لو كان لرب هذا فيه حاجة ما صنع به هذا فعند ذلك دعا * وأخرج ابن جرير عن وهب بن منبه قال لم يكن بأيوب الا كلة انما يخرج منه مثل ثدي النساء ثم يتفقا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله انى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين قال إنه لما مسه الضر أنساه الله الدعاء ان يدعوه فيكشف ما به من ضر غير أنه كان يذكر الله كثيرا ولا يزيده البلاء في الله الا رغبة وحسن ايقان فلما انتهى الاجل وقضى الله انه كاشف ما به من ضر اذن له في الدعاء ويسره له كان قبل ذلك يقول تبارك وتعالى لا ينبغي لعبدي أيوب ان يدعوني ثم لا أستجيب له فلما دعا استجاب له وأبدله بكل شئ ذهب له ضعفين رد أهله ومثلهم معهم وأثنى عليه فقال انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب * وأخرج ابن جرير عن ليث قال أرسل مجاهد رجلا يقال له قاسم إلى عكرمة يسأله عن قول الله لأيوب وآتيناه أهله ومثلهم معهم فقال قيل له ان أهلك لك في الآخرة فان شئت عجلناهم لك في الدنيا وان شئت كانوا لك في الآخرة وآتيناك مثلهم في الدنيا فقال يكونون في الآخرة وأوتي مثلهم في الدنيا فرجع إلى مجاهد فقال أصاب * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي في قوله رحمة من عندنا وذكرى للعابدين وقوله رحمة منا وذكرى لاولى الألباب قال انما هو من أصابه بلاء فذكر ما أصاب أيوب فليقل انه قد أصاب من هو خير منى نبي من الأنبياء * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال بقى أيوب على كناسة لبني إسرائيل سبع سنين وأشهرا تختلف فيه الدواب * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال إن أيوب آتاه
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»
الفهرست