الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٦
عن مجاهد في قوله وهم من كل حدب ينسلون قال جميع الناس من كل مكان جاؤوا منه يوم القيامة فهو حدب * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله من كل حدب ينسلون قال من كل اكمة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله من كل حدب قال شرف ينسلون قال يقبلون * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله قال له أخبرني عن قوله من كل حدب ينسلون قال ينشرون من جوف الأرض من كل ناحية قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت طرفة وهو يقول فاما يومهن فيوم سوء * تخطفهن بالحدب الصقور * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج قال هذا مبتدأ يوم القيامة * وأخرج الحاكم عن ابن مسعود انه قرأ من كل جدث بالجيم والثاء مثل قوله فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون وهي القبور * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يفتح يأجوج ومأجوج فيخرجون على الناس كما قال الله من كل حدب ينسلون فيغشون الناس وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ويضمون إليهم مواشيهم ويشربون مياه الأرض حتى يتركوه يبسا حتى أن بعضهم ليمر بذلك النهر فيقول قد كان ههنا مرة ماء حتى إذا لم يبق من الناس أحد الا أخذ في حصن أو مدينة قال قائلهم هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم وبقى أهل السماء قال يهز أحدهم حربته ثم يرمى بها إلى السماء فترجع إليه مخصبة دما للبلاء والفتنة فبينما هم على ذلك إذ بعث الله دودا في أعناقهم كنغف الجراد يخرج في أعناقه فيصبحون موتى لا يسمع لهم حسن فيقول المسلمون ألا رجل يشرى لنا نفسه فينظر ما فعل هؤلاء العدو فيتجرد رجل منهم محتسبا نفسه قد أوطنها على أنه مقتول فينزل فيجدهم موتى بعضهم على بعض فينادى يا معشر المسلمين أبشروا ان الله قد كفاكم عدوكم فيخرجون من مدائنهم وحصونهم ويسرحون مواشيهم فما يكون لها مرعى الا لحومهم فتشكر عنه أحسن ما شكرت عن شئ من النبات أصابته قط * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقيت ليلة أسرى بي إبراهيم وموسى وعيسى فتذاكروا أمر الساعة فردوا أمرهم إلى إبراهيم فقال لا علم لي بها فردوا أمرهم إلى موسى فقال لا علم لي بها فردوا أمرهم إلى عيسى فقال أما وجبتها فلا يعلم بها أحد الا الله وفيما عهد إلى ربى ان الدجال خارج ومعي قضيبا فان فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص فيهلكه الله إذا رآني حتى أن الحجر والشجر يقول يا مسلم ان تحتي كافرا فتعال فاقتله فيهلكهم الله ثم يرجع الناس إلى بلادهم لا يأتون على شئ الا أهلكوه ولا يمرون على ماء الا شربوه ثم يرجع الناس يشكونهم فأدعو الله عليهم فيهلكهم ويميتهم حتى تجرى الأرض من نتن ريحهم وينزل الله المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر وفيما عهد إلى ربى إذا كان ذلك أن الساعة كالحامل المتم لا يدرى أهلها حتى تفجأهم بولادتها ليلا أو نهارا قال ابن مسعود فوجدت تصديق ذلك في كتاب الله حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق الآية قال جميع الناس من كل مكان كانوا جاؤوا منه يوم القيامة فهو حدب * وأخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق خالد بن عبد الله بن حرملة عن حذيفة قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب أصبعه من لدغة عقرب فقال إنكم تقولون لا عدو لكم وانكم لا تزالون تقاتلون عدوا حتى يأتي يأجوج ومأجوج عراض الوجوه صغار العيون صهب الشفار من كل حدب ينسلون كأن وجوههم المجان المطرقة * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن أبي يزيد قال رأى ابن عباس صبيانا ينزو بعضهم على بعض يلعبون فقال ابن عباس هكذا يخرج يأجوج ومأجوج * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث عن النواس بن سمعان قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظننا انه في ناحية النخل فقال غير الدجال أخوفني عليكم فان خرج وأنا فيكم فانا حجيجه دونكم وان يخرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم انه شاب جعد قطط عينه طافئة وانه تخرج خيله بين الشام والعراق فعاث يمينا
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»
الفهرست