الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٦
وشديده فوجدناه يكفي منه أدناه * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن يحيى بن أبي كثير قال قال سليمان لابنه يا بنى لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالسوء من أجلك وان كانت بريئة يا بنى ان من الحياء صمتا ومنه وقارا يا بنى ان أحببت ان تغيظ عدوك فلا ترفع العصا عن ابنك يا بنى كما يدخل الوتد بين الحجرين وكما تدخل الحية بين الحجرين كذلك تدخل الخطيئة بين البيعين * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار قال بلغنا ان سليمان قال لابنه امش وراء الأسد ولا تمش وراء امرأة * وأخرج أحمد عن يحيى بن أبي كثير قال قال سليمان لابنه يا بنى ان من سوء العيش نقلا من بيت إلى بيت وقال لابنه عليك بخشية الله فإنها غلبت كل شئ * وأخرج أحمد عن بكر بن عبد الله ان داود عليه السلام قال لابنه سليمان أي شئ أبرد وأي شئ أحلى وأي شئ أقرب وأي شئ أبعد وأي شئ أقل وأي شئ أكثر وأي شئ آنس وأي شئ أوحش قال أحلى شئ روح الله من عباده وأبرد شئ عفو الله عن عباده وعفو العباد بعضهم عن بعض وآنس شئ الروح تكون في الجسد وأوحش شئ الجسد تنزع منه الروح وأقل شئ اليقين وأكثر شئ الشك وأقرب شئ الآخرة من الدنيا وأبعد شئ الدنيا من الآخرة * وأخرج أحمد عن يحيى بن أبي كثير قال قال سليمان لابنه لا تقطعن أمرا حتى تؤامر مرشدا فإذا فعلت ذلك فلا تحزن عليه وقال يا بنى ما أقبح الخطيئة مع المسكنة وأقبح الضلالة بعد الهدى وأقبح من ذلك رجل كان عابدا فترك عبادة ربه * وأخرج أحمد عن قتادة قال قال سليمان عليه السلام عجبا للتاجر كيف يخلص يحلف بالنهار وينام بالليل * وأخرج أحمد عن يحيى بن أبي كثير قال قال سليمان لابنه يا بنى إياك والنميمة فإنها كحد السيف * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عساكر من طريق حماد بن سلمة عن حميد الطويل ان أياس بن معاوية لما استقضى أتاه الحسن فرآه حزينا فبكى اياس فقال ما يبكيك فقال يا أبا سعيد بلغني ان القضاة ثلاثة رجل اجتهد فأخطأ فهو في النار ورجل مال به الهوى فهو في النار ورجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة فقال الحسن ان فيما قص الله من نبأ داود ما يرد ذلك ثم قرأ وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث حتى بلغ وكلا آتينا حكما وعلمنا فأثنى على سليمان ولم يذم داود ثم قال أخذ الله على الحكام ثلاثة ان لا يشتروا ثمنا قليلا ولا يتبعوا الهوى ولا يخشوا الناس ثم تلا هذه الآية يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض الآية وقال فلا تخشوا الناس واخشون وقال ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا * قوله تعالى (وسخرنا مع داود الجبال) الآيتين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن قتادة في قوله وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير قال يصلين مع داود إذا صلى وعلمناه صنعة لبوس لكم قال كانت صفائح فأول من مدها وحلقها داود عليه السلام * وأخرج عن السدى في قوله وعلمناه صنعة لبوس لكم قال هي دروع الحديد لتحصنكم من بأسكم قال من رتع السلاح فيكم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ لنحصنكم بالنون * واخرج الفريابي عن سليمان بن حيان قال كان داود إذا وجد فترة أمر الجبال فسبحت حتى يشتاق * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان عمر آدم آلف سنة وكان عمر داود ستين سنة فقال آدم أي رب زده من عمري أربعين سنة فأكمل لآدم ألف سنة وأكمل لداود مائة سنة * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي الدنيا في ذكر الموت والحاكم وصححه عن ابن عباس قال مات داود عليه السلام يوم السبت فجأة فعكفت الطير عليه تظله * قوله تعالى (ولسليمان الريح) * أخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن ابن عباس قال كان سليمان عليه السلام يوضع له ستمائة الف كرسي ثم يجئ أشراف الناس فيجلسون مما يليه ثم يجئ أشراف الجن فيجلسون مما يلي أشرف الانس ثم يدعو الطير فتظلهم ثم يدعو الريح فتحملهم فيسير مسيرة شهر في الغداة الواحدة * وأخرج الحاكم عن محمد بن كعب قال بلغنا ان سليمان عليه السلام كان عسكره مائة فرسخ خمسة وعشرون منها للانس وخمسة وعشرون للجن وخمسة وعشرون للوحش وخمسة وعشرون للطير وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب فيها ثلثمائة حرة وسبعمائة سرية فامر الريح العاصف فرفعته فامر الريح فسارت به فأوحى الله إليه انى أزيد في ملكك ان لا يتكلم أحد بشئ الا جاءت الريح فأخبرتك * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال كان سليمان يأمر الريح فتجتمع كالطود العظيم ثم يأمر بفراشه فيوضع على أعلى مكان منها ثم يدعو بفرس من ذوات الأجنحة فترتفع حتى تصعد على فراشه ثم يأمر الريح
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»
الفهرست