الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٤
قوم لوط في هذه الأمة الجلاهق والصفر والبندق والخذف وحل إزار القباء ومضغ العلك * وأخرج إسحاق بن بشر والخطيب وابن عساكر عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر خصال عملتها قوم لوط بها أهلكوا وتزيدها أمتي بخلة اتيان الرجال بعضهم بعضا ورميهم بالجلاهق والخذف ولعبهم بالحمام وضرب الدفوف وشرب الخمور وقص اللحية وطول الشارب والصفر والتصفيق ولباس الحرير وتزيدها أمتي بخلة اتيان النساء بعضهن بعضا * وأخرج ابن عساكر عن الزبير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سنن قوم لوط قد فقدت الا ثلاثا جر نعال السيوف وقصف الأظفار وكشف العورة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وأدخلناه في رحمتنا قال في الاسلام * قوله تعالى (وداود وسليمان) الآية * أخرج الحاكم عن وهب قال داود بن ايشا بن عويد بن عابر من ولد يهوذا بن يعقوب وكان قصيرا أزرق قليل الشعر طاهر القلب * وأخرج ابن جرير عن مرة رضي الله عنه في قوله إذ يحكمان في الحرث قال كان الحرث نبتا فنفشت فيه ليلا فاختصموا فيه إلى داود فقضى بالغنم لأصحاب الحرث فمروا على سليمان فذكروا ذلك له فقال لا تدفع الغنم فيصيبون منه ويقوم هؤلاء على حرثهم فإذا عاد كما كان ردوا عليهم فنزلت ففهمناها سليمان * وأخرج بن جرير وابن مردويه والحاكم والبيهقي في سننه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم قال كرم قد أنبتت عنا قيده فأفسدته الغنم فقضى داود بالغنم لصاحب الكرم فقال سليمان أغير هذا يا نبي الله قال وما ذاك قال تدفع الكرم إلى صاحب الغنم فيقول عليه حتى يعود كما كان وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها حتى إذا عاد الكرم كما كان دفعت الكرم لصاحبه ودفعت الغنم إلى صاحبها فذلك قوله ففهمناها سليمان * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مسروق قال الحرث الذي نفشت فيه غنم القوم انما كان كرما نفشت فيه غنم القوم فلم تدع فيه ورقة ولا عنقودا من عنب الا أكلته فاتوا داود فأعطاهم رقابها فقال سليمان ان صاحب الكرم قد بقى له أصل كرمه وأصل أرضه بل تؤخذ الغنم فيعطاها أهل الكرم فيكون لهم لبنها وصوفها ونفعها ويعطى أهل الغنم الكرم فيعمرونه ويصلحونه حتى يعود كالذي كان ليلة نفشت فيه الغنم ثم يعطى أهل الغنم غنمهم وأهل الكرم كرمهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وداود وسليمان إلى قوله وكنا لحكمهم شاهدين يقول كنا لما حكما شاهدين وذلك أن رجلين دخلا على داود أحدهما صاحب حرث والآخر صاحب غنم فقال صاحب الحرث ان هذا أرسل غنمه في حرثي فلم تبق من حرثي شيئا فقال له داود اذهب فان الغنم كلها لك فقضى بذلك داود ومر صاحب الغنم بسليمان فأخبره بالذي قضى به داود فدخل سليمان على داود فقال يا نبي الله ان القضاء سوى الذي قضيت فقال كيف قال سليمان ان الحرث لا يخفى على صاحبه ما يخرج منه في كل عام فله من صاحب الغنم أن ينتفع من أولادها وأصوافها وأشعارها حتى يستوفى ثمن الحرث فان الغنم لها نسل كل عام فقال داود قد أصبت القضاء كما قضيت ففهمها الله سليمان * وأخرج ابن جرير وعبد الرزاق عن مجاهد في الآية قال أعطاهم داود رقاب الغنم بالحرث وحكم سليمان بجزة الغنم وألبانها لأهل الحرث وعليهم رعاؤها ويحرث لهم أهل الغنم حتى يكون الحرث كهيئته يوم أكل ثم يدفعونه إلى أهله ويأخذون غنمهم * واخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال النفش بالليل والهمل بالنهار ذكر لنا أن غنم القوم وقعت في زرع ليلا فرفع ذلك إلى داود فقضى بالغنم لأصحاب الزرع فقال سليمان ليس كذلك ولكن له نسلها ورسلها وعوارضها وجزازها حتى إذا كان من العام المقبل كهيئة يوم أكل دفعت الغنم إلى أربابها وقبض صاحب الزرع زرعه قال الله ففهمناها سليمان * وأخرج ابن جرير عن قتادة والزهري في الآية قال نفشت غنم في حرث قوم فقضى داود أن يأخذوا الغنم ففهمها الله سليمان فلما أخبر بقضاء داود قال لا ولكن خذوا الغنم ولكم ما خرج من رسلها وأولادهما وأصوافها إلى الحول * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت امرأة عابدة من بني إسرائيل وكانت تبتلت وكان لها جاريتان جميلتان وقد تبتلت المرأة لا تريد الرجال فقالت إحدى الجاريتين للأخرى قد طال علينا هذا البلاء أما هذه فلا تريد الرجال
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»
الفهرست