الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٢٤٧
يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض إلى قوله اجعل بينكم وبينهم ردما قال عكرمة رضي الله عنه هم منسك وناسك وتأويل وراحيل وقال أبو سعيد رضي الله عنه هم خمسة وعشرون قبيلة من وراء يأجوج وما جوج * وأخرج الحاكم عن معاوية رضي الله عنه قال ملك الأرض أربعة سليمان وذو القرنين ورجل من أهل حلوان ورجل آخر فقيل له الخضر قال لا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن مجاهد رضي الله عنه قال إن ذا القرنين ملك الأرض كلها الا بلقيس صاحبة مأرب فان ذا القرنين كان يلبس ثياب المساكين ثم يدخل المدائن فينظر من عورتها قبل أن يقتل أهلها فأخبرت بذلك بلقيس فبعثت رسولا ينظر إليه فيصور لها صورته في ملكه حين يقعد وصورته في ثياب المساكين ثم جعلت كل يوم تطعم المساكين وتجمعهم فجاءها رسولها في صورته فجعلت إحدى صورتيه تليها والأخرى على باب الأسطوانة فكانت تطعم المساكين كل يوم فإذا فرغوا عرضتهم واحدا واحدا فيخرجون حتى جاء ذو القرنين في ثياب المساكين فدخل مدينتها ثم جلس مع المساكين إلى طعامها فقربت إليهم الطعام فلما فرغوا أخرجتهم واحدا واحدا وهي تنظر إلى صورته في ثياب المساكين حتى مر ذو القرنين فنظرت إلى صورته فقالت أجلسوا هذا وأخرجوا من بقى من المساكين فقال لها لم أجلستيني وانما أنا مسكين قالت لا أنت ذو القرنين هذه صورتك في ثياب المساكين والله لا تفارقني حتى تكتب لي أمانا بملكي أو أضرب عنقك فلما رأى ذلك كتب لها أمانا فلم ينج أحد منه غيرها * وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال ملك ذو القرنين ثنتي عشرة سنة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عبيد الله ابن أبي جعفر رضي الله عنه قال كان ذو القرنين في بعض مسيره فمر بقوم قبورهم على أبواب بيوتهم وإذا ثيابهم لون واحد وإذا هم رجال كلهم ليس فيهم امرأة فتوسم رجلا منهم فقال له لقد رأيت شيئا ما رأيت في شئ من مسيري قال وما هو فوصف له ما رأى منهم قالوا أما هذه القبور على أبوابنا فانا جعلناها موعظة لقلوبنا تخطر على قلب أحدنا الدنيا فيخرج فيرى القبور ويرجع إلى نفسه فيقول إلى هذا المصير واليها صار من كان قبلي وأما هذه الثياب فإنه لا يكاد الرجل منا يلبس ثيابا أحسن من صاحبه الا رأى له بذلك فضلا على جليسه وأما قولك رجال كلكم ليس معكم نساء فلعمري لقد خلقنا من ذكر وأنثى ولكن هذا القلب لا يشغل بشئ الا شغل به فجعلنا نساءنا وذريتنا في قرية قريبة وإذا أراد الرجل من أهله ما يريد الرجل أتاها فكان معها الليلة والليلتين ثم يرجع إلى ما ههنا لأنا خلونا ههنا للعبادة فقال ما كنت لأعظكم بشئ أفضل مما وعظتم به أنفسكم سلني ما شئت قال من أنت قال أنا ذو القرنين قال ما أسألك وأنت لا تملك لي شيئا قال وكيف وقد آتاني الله من كل شئ سببا قال لا تقدر على أن تأتيني بما لم يقدر لي ولا تصرف عنى ما قدر لي * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال لما بلغ ذو القرنين مطلع الشمس قال له ملكها يا ذا القرنين صف لي الناس قال إن محادثتك من لا يعقل بمنزلة من يضع الموائد لأهل القبور ومحادثتك من يعقل بمنزلة من بل الصخرة حتى تبتل أو يطبخ الحديد يلتمس أدما ونقل الحجارة من رؤس الجبال أيسر من محادثتك من لا يعقل * قوله تعالى (انا مكنا له في الأرض) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وآتيناه من كل شئ سببا قال علما * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فاتبع سببا قال المنزل * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وآتيناه من كل شئ سببا قال علما من ذلك تعليم الألسنة كان لا يعرف قوما الا كلمهم بلسانهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال رضي الله عنه ان معاوية بن أبي سفيان قال لكعب الأحبار تقول ان ذا القرنين كان يربط خيله بالثنايا قال له كعب رضي الله عنه ان كنت قلت ذاك فان الله قال وآتينا من كل شئ سببا * واخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وآتيناه من كل شئ سببا قال منازل الأرض وأعلامها * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فاتبع سببا قال منزلا وطرفا من المشرق إلى المغرب * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله فاتبع سببا قال هذه لان الطريق كما قال فرعون لهامان ابن لي صرحا لعلى أبلغ الأسباب أسباب السماوات طريق السماوات قال والشئ يكون اسمه واحدا وهو متفرق في المعنى
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست