الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٤
الخضر أصاحب بني إسرائيل فرحب به وقال ما جاء بك قال جئتك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا يقول لا تطيق ذلك قال موسى ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا فانطلق به وقال له لا تسألني عن شئ أصنعه حتى أبين لك شانه فذلك قوله حتى أحدث لك منه ذكرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخطيب وابن عساكر من طريق هارون بن عنترة عن أبيه عن ابن عباس قال سال موسى ربه فقال رب أي عبادك أحب إليك قال الذي يذكرني ولا ينساني قال فأي عبادك أقضى قال الذي يقضى بالحق ولا يتبع الهوى قال فأي عبادك أعلم قال الذي يبتغى علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة تهديه إلى هدى أو ترده عن ردى قال وقد كان حدث موسى نفسه انه ليس أحد أعلم منه قال رب فهل أحد أعلم منى قال نعم قال فأين هو قيل له عند الصخرة التي عندها العين فخرج موسى يطلبه حتى كان ما ذكر الله وانتهى موسى إليه عند الصخرة فسلم كل واحد منهما على صاحبه فقال له موسى انى أريد ان تصحبني قال إنك لن تطيق صحبتي قال بلى قال فان صحبتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا فسار به في البحر حتى انتهى إلى مجمع البحرين وليس في البحر مكان أكثر ماء منه قال وبعث الله الخطاف فجعل يستقى منه بمنقاره فقال لموسى كم ترى هذا الخطاف رزأ بمنقاره من الماء قال ما أقل ما رزا قال فان علمي وعلمك في علم الله كقدر ما استقى هذا الخطاف من هذا الماء وذكر تمام الحديث في خرق السفينة وقتل الغلام واصلاح الجدار فكان قول موسى في الجدار لنفسه شيئا من الدنيا وكان قوله في السفينة وفى الغلام لله عز وجل * وأخرج الدارقطني في الافراد وابن عساكر من طريق مقاتل بن سلميان عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الخضر ابن آدم لصلبه ونسئ له في أجله حتى يكذب الدجال * وأخرج البخاري وأحمد والترمذي وابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انما سمى الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انما سمى الخضر خضرا لأنه صلى على فروة بيضاء فاهتزت خضراء * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن مجاهد قال انما سمى الخضر لأنه إذا صلى اخضر ما حوله * وأخرج ابن عساكر عن ابن إسحاق قال حدثنا أصحابنا ان آدم عليه السلام لما حضره الموت جمع بنيه فقال يا بنى ان الله سينزل عليه أهل الأرض عذابا فليكن جسدي معكم في المغارة حتى إذا هبطتم فابعثوني وادفنوني بأرض الشام فكان جسده معهم فلما بعث الله نوحا ضم ذلك الجسد وأرسل الله الطوفان على الأرض فغرقت الأرض زمانا فجاء نوح حتى نزل بابل وأوصى بنيه الثلاثة وهم سام وحام ويافث ان يذهبوا بجسده إلى المغار الذي أمرهم أن يدفنوه به فقالوا الأرض وحشية لا أنيس بها ولا نهتدي لطريق ولكن كف حتى يعظم الناس ويكثروا فقال لهم نوح ان آدم قد دعا الله ان يطيل عمر الذي يدفنه إلى يوم القيامة فلم يزل جسد آدم حتى كان الخضر عليه السلام هو الذي تولى دفنه فأنجز الله له ما وعده فهو يحيا ما شاء الله له ان يحيا * وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن المسيب ان الخضر عليه السلام أمه رومية وأبوه فارسي * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لما لقى موسى الخضر جاء طير فألقى منقاره في الماء فقال الخضر لموسى تدرى ما يقول هذا الطائر قال وما يقول قال يقول ما علمك وعلم موسى في علم الله الا كما أخذ منقاري من الماء * وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي والبزار وحسنه وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبي الدرداء في قوله وكان تحته كنز لهما قال أحلت لهم الكنوز وحرمت عليهم الغنائم وأحلت لنا الغنائم وحرمت علينا الكنوز * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبزار عن أبي ذر رفعه قال إن الكنز الذي ذكره الله في كتابه لوح من ذهب مضمن عجبت لمن أيقن بالقدر ثم نصب وعجبت لمن ذكر النار ثم ضحك وعجبت لمن ذكر الموت ثم غفل لا إله إلا الله محمد رسول الله * وأخرج الشيرازي في الألقاب عن عطاء بن أبي رياح عن ابن عباس قال كان اللوح الذي ذكر الله تعالى في كتابه وكان تحته كنز لهما حجرا منقورا فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبا لمن يعلم أن القدر حق كيف يحزن وعجبا لمن يعلم أن الموت حق كيف يفرح وعجبا لمن يرى الدنيا وغرورها وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها لا إله إلا الله محمد رسول الله * وأخرج الخرائطي في قمع الحرص وابن عساكر من طريق أبى حازم عن ابن عباس في قوله تعالى وكان
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»
الفهرست