الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٤٧
يسار الطريق فقال له إلى الطريق يا محمد فقال له جبريل عليه السلام امض ولا تكلم أحدا ثم عرضت له امرأة حسناء جميلة ثم قال له جبريل عليه السلام تدرى من الرجل الذي دعاك عن يمين الطريق قال لا قال تلك اليهود دعتك إلى دينهم ثم قال تدرى من الرجل الذي دعاك من يسار الطريق قال لا قال تلك النصارى دعتك إلى دينهم ثم قال تدرى من المرأة الحسناء الجميلة قال لا قال تلك الدنيا تدعوك إلى نفسها ثم انطلقا حتى أتيا بيت المقدس فإذا هم بنفر جلوس فقالوا مرحبا بالنبي الأمي وإذا في النفر شيخ قال ومن هذا يا جبريل قال هذا أبوك إبراهيم وهذا موسى وهذا عيسى ثم أقيمت الصلاة فتدافعوا حتى قدموا محمدا صلى الله عليه وسلم ثم أتوا بأشربة فاختار النبي صلى الله عليه وسلم اللبن فقال له جبريل عليه السلام أصبت الفطرة ثم قيل له قم إلى ربك فقام فدخل ثم جاء فقيل له ماذا صنعت قال فرضت على أمتي خمسون صلاة فقال له موسى عليه السلام ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك فان أمتك لا تطيق هذا فرجع ثم جاء فقال له موسى عليه السلام ماذا صنعت فقال ردها إلى خمس وعشرين صلاة فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فرجع ثم جاء فقال ردها إلى اثنى عشر فقال موسى عليه السلام ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فرجع ثم جاء فقال ردها إلى خمس فقال موسى عليه السلام ارجع فاسأله التخفيف قال قد استحيت من ربى فما أراجعه وقد قال ربى ان لك بكل ردة رددتها مسألة أعطيتكها * وأخرج ابن عرفة في جزئه المشهور وأبو نعيم في الدلائل وابن عساكر في تاريخه من طريق أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام بدابة دون البغل وفوق الحمار فحملني عليه ثم انطلق يهوى بنا كلما صعد عقبة استوت رجلاه كذلك مع يديه وإذا هبط استوت يداه مع رجليه حتى مررنا برجل طوال سبط آدم كأنه من رجال شنوءة وهو يقول ويرفع صوته أكرمته وفضلته فدفعنا إليه فسلمنا فرد السلام فقال من هذا معك يا جبريل قال هذا أحمد قال مرحبا بالنبي الأمي العربي الذي بلغ رسالة ربه ونصح لامته ثم اندفعنا فقلت من هذا يا جبريل قال هذا موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام قلت ومن يعاتب قال يعاتب ربه فيك قلت ويرفع صوته على ربه قال إن الله قد عرف له حديثه ثم تدفعنا حتى مررنا بشجرة كان ثمرها السراح تحتها شيخ وعياله فقال لي جبريل عليه السلام اعمد إلى أبيك إبراهيم فدفعنا إليه فسلمنا عليه فرد السلام فقال إبراهيم من هذا معك يا جبريل قال هذا ابنك أحمد فقال مرحبا بالنبي الأمي الذي بلغ رسالة ربه ونصح لامته يا بنى انك لاق ربك الليلة وان أمتك آخر الأمم وأضعفها فان استطعت ان تكون حاجتك أو جلها في أمتك فافعل ثم اندفعنا حتى انتهينا إلى المسجد الأقصى فنزلت فربطت الدابة بالحلقة التي في باب المسجد التي كانت الأنبياء عليهم السلام تربط بها ثم دخلت المسجد فعرفت النبيين من بين قائم وراكع وساجد ثم أتيت بكأسين من عسل ولبن فأخذت اللبن فشربت فضرب جبريل عليه السلام منكبي وقال أصبت الفطرة ثم أقيمت الصلاة فأممتهم ثم انصرفنا فأقبلنا * وأخرج الحارث بن أبي أسامة والبزار وأبو نعيم والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل وابن عساكر من طريق علقمة رضي الله عنه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتيت بالبراق فركبته إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت يداه فسار بنا في ارض غمة منتنة ثم أفضينا إلى أرض فيحاء طيبة فسالت جبريل عليه السلام قال تلك أرض النار وهذه أرض الجنة فاتيت على رجل قائم يصلى فقال من هذا يا جبريل فقال هذا أخوك عيسى عليه السلام فسرنا فسمعنا صوتا وتذمرا فأتينا على رجل فقال من هذا معك قال هذا أخوك محمد صلى الله عليه وسلم فسلم ودعا بالبركة وقال سل لامتك اليسر فقلت من هذا يا جبريل قال هذا أخوك موسى عليه السلام قلت على من كان تذمره قال على ربه عز وجل قلت أعلى ربه قال نعم قد عرف حدته ثم سرنا فرأيت مصابيح وضوء فقلت ما هذا يا جبريل قال هذه شجرة أبيك إبراهيم عليه السلام أدن منها فدنوت منها فرحب بي ودعا لي بالبركة ثم مضينا حتى أتينا بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي تربط بها الأنبياء عليهم السلام ثم دخلت المسجد فنشرت لي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من سمى الله منهم ومن لم يسم فصليت بهم الا هؤلاء الثلاث إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام * وأخرج ابن مردويه من طريق المغيرة بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»
الفهرست