الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٥١
سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى بي رأيت رجلا يسبح في نهر يلقم الحجارة فسالت من هذا فقيل لي هذا آكل الربا * وأخرج الترمذي والبزار والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان ليلة أسرى بي أتى جبريل الصخرة التي ببيت المقدس فوضع أصبعه فيها فخرقها فشد بها البراق * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن صهيب بن سنان رضي الله عنه قال لما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به الماء ثم الخمر ثم اللبن أخذ اللبن فقال له جبريل عليه السلام أصبت الفطرة وبه غذيت كل دابة ولو أخذت الخمر غويت وغوت أمتك وكنت من أهل هذه وأشار إلى الوادي الذي يقال له وادي جهنم فنظر إليه فإذا هو نار تلتهب * وأخرج أحمد وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى ليلة أسرى بي وضعت قدمي حيث توضع أقدام الأنبياء عليهم السلام من بيت المقدس وعرض على عيسى عليه السلام فإذا أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود وعرض على موسى عليه السلام فإذا رجل جعد ضرب من الرجال وعرض على إبراهيم عليه السلام فإذا أقرب الناس به شبها صاحبكم * وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسرى بي لقيت موسى عليه السلام فنعته فإذا هو رجل مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة ولقيت عيسى عليه الصلاة والسلام فنعته ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس ورأيت إبراهيم عليه الصلاة والسلام وأنا أشبه ولده به وأتيت بإنائين في أحدهما لبن وفى الآخر خمر قيل لي خذ أيهما شئت فأخذت اللبن فشربت قيل لي هديت للفطرة أما انك لو أخذت الخمر غوت أمتك * وأخرج مسلم والنسائي وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربا ما كربت مثله قط فرفعه الله لي أنظر إليه ما سألوني عن شئ لا أنبأتهم به وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وإذا موسى عليه السلام قائم وإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة وإذا عيسى عليه السلام قائم يصلى أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي وإذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام قائم يصلى أشبه الناس به صاحبكم يعنى نفسه فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت قال قائل يا محمد هذا مالك خازن جهنم فالتفت إليه فبدأني بالسلام * وأخرج ابن مردويه عن عمر رضي الله عنه قال لما أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم رأى مالكا خازن النار فإذا رجل عابس يعرف الغضب في وجهه * وأخرج أحمد عن عبيد بن آدم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بالجابية فذكر فتح بيت المقدس فقال لكعب رضي الله عنه أين ترى أن أصلى قال خلف الصخرة قال لا ولكن أصلى حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم إلى القبلة فصلى * وأخرج أحمد وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والضياء في المختارة بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ليلة أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة فسمع في جانبها وجسا فقال يا جبريل ما هذا فقال هذا بلال المؤذن فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين جاء إلى الناس قد أفلح بلال رأيت له كذا وكذا فلقيه موسى عليه الصلاة والسلام فرحب به وقال مرحبا بالنبي الأمي قال وهو رجل آدم طويل سبط شعره مع أذنيه أو فوقهما فقال من هذا يا جبريل قال هذا موسى عليه السلام فمضى فلقيه رجل فرحب به قال من هذا قال هذا عيسى عليه السلام فمضى فلقيه شيخ جليل مهيب فرحب به وسلم عليه وكلهم يسلم عليه قال من هذا يا جبريل قال هذا أبوك إبراهيم عليه السلام قال ونظر في النار فإذا قوم يأكلون الجيف قال من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ورأى رجلا أحمر أزرق جدا قال من هذا يا جبريل قال هذا عاقر الناقة فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى قام يصلى ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه فلما انصرف جئ بقدحين أحدهما عن اليمين والآخر عن الشمال في أحدهما لبن وفى الآخر عسل فاخذ اللبن فشرب منه فقال الذي كان معه القدح أصبت الفطرة * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ثم جاء من ليلته فحدثهم بمسيره وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم فقال ناس نحن لا نصدق محمدا بما يقول فارتدوا كفارا فضرب الله رقابهم مع أبي
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست