الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٥٢
جهل وقال أبو جهل يخوفنا محمد بشجرة الزقوم هاتوا تمرا وزبدا فتزقموا به ورأى الدجال في صورته رؤيا عين ليس برؤيا منام وعيسى وموسى وإبراهيم عليه السلام فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال فقال رأيته 7 قيلمانيا أقمر هجان إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب درى كان شعره أغصان شجرة ورأيت عيسى عليه السلام شابا أبيض جعد الرأس حديد البصر مبطن الخلق ورأيت موسى أسحم آدم كثير الشعر شديد الخلق ونظرت إلى إبراهيم عليه السلام فلا أنظر إلى أرب منه الا نظرت إليه منى حتى كأنه صاحبكم قال جبريل سلم على أبيك فسلمت عليه * وأخرج البخاري ومسلم والطبراني وابن مردويه من طريق قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة أسرى بي موسى بن عمران عليه السلام رجلا طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى بن مريم عليه السلام مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ورأيت مالكا خازن جهنم والدجال في آيات أراهن الله قال فلا تكن في مرية من لقائه فكان قتادة رضي الله عنه يفسرها ان النبي صلى الله عليه وسلم قد لقى موسى عليه السلام * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وابن أبي شيبة وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقيت ليلة أسرى بي إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام فتذاكروا أمر الساعة فردوا أمرهم إلى إبراهيم فقال لا علم لي بها فردوا أمرهم إلى موسى فقال لا علم لي بها فردوا أمرهم إلى عيسى فقال اما وجبتها فلا يعلم بها أحد الا الله تعالى وفيما عهد إلى رب ان الدجال خارج ومعي قضيبان فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص فيهلكه الله إذا رآني حتى أن الحجر والشجر يقول يا مسلم ان تحتي كافرا فتعال فاقتله فيهلكهم الله ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيطؤون بلادهم لا يأتون على شئ الا أهلكوه ولا يمرون على ماء الا شربوه ثم يرجع الناس إلى فيشكونهم فأدعو الله تعالى عليهم فيهلكهم ويميتهم حتى تجيف الأرض من نتن ريحهم فينزل الله المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر ففيما عهد إلي ربى ان كان كذلك ان الساعة كالحامل المتم لا يدرى أهلها متى تفجؤهم بولادتها ليلا أو نهارا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن حذيفة رضي الله عنه انه حدث عن ليلة أسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم فقال ما زايل البراق حتى فتحت له أبواب السماوات فرأى الجنة والنار ووعد الآخرة أجمع ثم عاد ولفظ ابن مردويه فأرى ما في السماوات وأرى ما في الأرض قيل له أي دابة البراق قال دابة طويل أبيض خطوه مد البصر * وأخرج أبو يعلى والطبراني في الأوسط وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة عرج بي إلى السماء ما مررت بسماء الا وجدت اسمي فيها مكتوبا محمد رسول الله وأبو بكر الصديق خلفي * وأخرج البزار عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بي إلى السماء ما مررت بسماء الا وجدت اسمي فيها مكتوبا محمد رسول الله * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند صحيح عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مررت ليلة أسرى بي على الملا الأعلى فإذا جبريل كالحلس البالي من خشية الله وفى لفظ لابن مردويه مررت على جبريل في السماء الرابعة فإذا هو كأنه حلس بال من خشية الله * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن عبد الرحمن بن قرط رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة أسرى بي إلى المسجد الأقصى كان بين المقام وزمزم جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فطارا به حتى بلغ السماوات العلى فلما رجع قال سمعت تسبيحا في السماوات العلى مع تسبيح كثير سبحت السماوات العلى من ذي المهابة مشفقات من ذي العلو بما علا سبحان العلى الأعلى سبحانه وتعالى * وأخرج ابن عساكر عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بي جبريل سمعت تسبيحا في السماوات العلى فرجف فؤادي فقال لي جبريل عليه السلام تقدم يا محمد ولا تخف فان اسمك مكتوب على العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى بي لما
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست