الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٢٥
الله) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ويعبدون من دون الله مالا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض قال هذه الأوثان التي تعبد من دون الله لا تملك لمن يعبدها رزقا ولا ضرا ولا نفعا ولا حياة ولا نشورا فلا تضربوا لله الأمثال فإنه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فلا تضربوا لله الأمثال يعنى اتخاذهم الأصنام يقول لا تجعلوا معي إلها غيري فإنه لا إله غيري * قوله تعالى (ضرب الله مثل) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ يعنى الكافر انه لا يستطيع ان ينفق نفقة في سبيل الله ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا يعنى المؤمن وهو المثل في النفقة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ضرب الله مثلا عبدا مملوكا قال هذا مثل ضربه الله للكافر رزقه الله مالا فلم يقدم فيه خيرا ولم يعمل فيه بطاعة الله ومن رزقناه منا رزقا حسنا قال هو المؤمن أعطاه الله مالا رزقا حلالا فعمل فيه بطاعة الله واخذه بشكر ومعرفة حق الله فأثابه الله على ما رزقه الرزق المقيم الدائم لأهله في الجنة قال الله هل يستويان مثلا قال لا والله لا يستويان * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ضرب الله مثلا عبدا مملوكا يقدر على شئ ومن رزقناه منا رزقا حسنا ورجلين أحدهما أبكم ومن يأمر بالعدل قال كل هذا مثل إله الحق وما يدعون من دونه الباطل * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ قال يعنى بذلك الآلهة التي لا تملك ضرا ولا نفعا ولا تقدر على شئ ينفعها ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا قال علانية المؤمن الذي ينفق سرا وجهر الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ قال الصنم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال إن الله ضرب الأمثال على حسب الأعمال فليس عمل صالح الا له المثل الصالح وليس عمل سوء الا له مثل سوء وقال إن مثل العالم المتفهم كطريق بين شجر وجبل فهو مستقيم لا يعوجه شئ فذلك مثل العبد المؤمن الذي قرأ القرآن وعمل به * وأخرج ابن جرر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ في رجل من قريش وعبده في هشام بن عمرو هو الذي نفق ماله سرا وجهرا وفى عبده أبى الجوزاء الذي كان ينهاه وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال ليس للعبد طلاق الا باذن سيده وقرأ عبدا مملوكا لا يقدر على شئ * وأخرج البيهقي في سننه عن ابن عباس أنه سئل عن المملوك يتصدق بشئ فقال ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ لا يتصدق بشئ * قوله تعالى (وضرب الله مثله) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم إلى آخر الآية يعنى بالأبكم الذي هو كل على مولاه الكافر وبقوله ومن يأمر بالعدل المؤمن وهذا المثل في الأعمال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم في رجلين أحدهما عثمان بن عفان ومولى كافر وهو أسيد بن أبي العيص كان يكره الاسلام وكان عثمان ينفق عليه ويكفله ويكفيه المؤنة وكان الآخر ينهاه عن الصدقة والمعروف فنزلت فيهما * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبخاري في تاريخه وابن أبي حاتم وابن مريه والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله ومن يأمر بالعدل قال عثمان بن عفان * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال هذا مثل ضربه الله للآلهة أيضا اما الأبكم فالصنم فإنه أبكم لا ينطق وهو كل على مولاه ينفقون عليه وعلى من يأتيه ولا ينفق هو عليهم ولا يرزقهم هل يستوي هو ومن يأمر بالعد وهو الله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله أحدهما أبكم قال هو الوثن هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل قال الله * وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله كل قال الكل العيال كانوا إذا ارتحلوا حملوه على بعير ذلول وجعلوا معه نفرا يمسكونه خشية ان يسقط فهو عناء وعذاب وعيال عليهم هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم يعنى نفسه * قوله تعالى (وما أمر الساعة) * أخرج الطبراني عن ابن مسعود انه قرأ خبر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست