الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١١٩
الا رجالا قال قالت العرب لولا أنزل علينا الملائكة قال الله ما أرسلت الرسل الا بشرا فاسألوا يا معشر العرب أهل الذكر وهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين جاءتهم قبلكم ان كنتم لا تعلمون ان الرسل الذين كانوا قبل محمد كانوا بشرا مثله فإنهم سيخبرونكم انهم كانوا بشرا مثله * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس فاسألوا أهل الذكر يعنى مشركي قريش ان محمدا رسول الله في التوراة والإنجيل * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فاسألوا أهل الذكر قال نزلت في عبد الله بن سلام ونفر من أهل التوراة كانوا أهل كتب يقول فاسألوهم ان كنتم لا تعلمون ان الرجل ليصلي ويصوم ويحج ويعتمر وانه لمنافق قيل يا رسول الله بماذا دخل عليه النفاق قال يطعن على امامه وامامه من قال الله في كتابه فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون * وأخرج ابن مردويه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي للعالم ان يسكت على علمه ولا ينبغي للجاهل ان يسكت على جهله وقد قال الله فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فينبغي للمؤمن أن يعرف عمله على هدى أم على خلافه * قوله تعالى (بالبينات والزبر) * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله بالبينات قال الآيات والزبر قال الكتب * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى عن أصحابه في قوله بالبينات والزبر قال البينات الحلال والحرام الذي كانت تجئ به الأنبياء والزبر كتب الأنبياء وأنزلنا إليك الذكر قال هو القرآن * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لتبين للناس ما نزل إليهم قال ما أحل لهم وما حرم عليهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله لتبين للناس ما نزل إليهم قال أرسله الله إليهم ليتخذ بذلك الحجة عليهم * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ولعلهم يتفكرون قال يطيعون * واخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما أخبرنا بما يكون إلى قيام الساعة عقله منا من عقله ونسيه من نسيه * قوله تعالى (أفا من الذين مكروا والسيئات) * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أفأمن الذين مكروا السيئات قال هو نمرود بن كنعان وقومه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله أفأمن الذين مكروا السيئات أي الشرك * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله أفأمن الذين مكروا السيئات قال تكذيبهم الرسل وأعمالهم بالمعاصي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أو يأخذهم في تقلبهم قال في اختلافهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أو يأخذهم في تقلبهم قال إن شئت أخذته في سفره وفى قوله أو يأخذهم على تخوف يقول إن شئت أخذته على أثر موت صاحبه وتخوف بذلك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله أو يأخذهم في تقلبهم قال في أسفارهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله أو يأخذهم في تقلبهم يعنى على أي حال كانوا بالليل والنهار أو يأخذهم على تخوف يعنى ان يأخذ بعضا بالعذاب ويترك بعضا وذلك أنه كان يعذب القرية فيهلكها ويترك الأخرى * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أو يأخذهم على تخوف قال ينقص من أعمالهم * واخرج ابن جرير من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس في قوله أو يأخذهم على تخوف فقالوا ما نرى الا انه عند تنقص ما نردده من الآيات فقال عمر ما أرى الا انه على ما تنتقصون من معاصي الله فخرج رجل ممن كان عند عمر فلقى أعرابيا فقال يا فلان ما فعل ربك فقال قد تخيفته يعنى تنقصته فرجع إلى عمر فأخبره فقال قدر الله ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أو يأخذهم على تخوف قال يأخذهم بنقص بعضهم بعضا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله أو يأخذهم على تخوف قال كان يقال التخوف هو التنقص تنقصهم من البلد والأطراف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أولم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله قال ظل كل شئ فيه وظل كل شئ سجوده فاليمين أول النهار والشمائل آخر النهار * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله أولم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيؤا ظلاله قال إذا أفاء الفئ توجه كل شئ ساجدا لله قبل القبلة من بيت أو شجر قال فكانوا يستحبون الصلاة عند ذلك * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست