ويحفران بأنيابهما معهما عصا من حديد لو اجتمع عليها أهل منى لم يقلوها * وأخرج البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه قد أوحى إلى انكم تفتنون في القبور فيقال ما علمكم بهذا الرجل فاما المؤمن أو الموقن فيقول هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا فيقال له قد علمنا أن كنت لمؤمنا ثم صالحا وأما المنافق أو المرتاب فيقول لا أدرى سمعت الناس يقولون شيئا فقلت * وأخرج أحمد عن أسماء رضى الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ادخل الانسان قبره فان كان مؤمنا أحف به عمله الصلاة والصيام فيأتيه الملك من نحو الصلاة فترده ومن نحو الصيام فيرده فيناديه اجلس فيجلس فيقول له ما تقول في هذه الرجل يعنى النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال محمد قال اشهد أنه رسول الله فيقول وما يدريك أدركته قال أشهد انه رسول الله فيقول على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث وان كان فاجرا أو كافرا جاءه الملك وليس بينه وبينه شئ يرده فأجلسه وقال ما تقول في هذا الرجل قال أي رجل قال محمد فيقول والله ما أدرى سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيقول له الملك على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعت ويسلط عليه دابة في قبره معها سوط ثمرته جمرة مثل عرف البعير يضربه ما شاء الله لا تسمع صوته فترحمه * وأخرج أحمد والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت جاءت يهودية فاستطعمت على بابي فقالت أطعموني أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر فلم أزل أحبسها حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ما تقول هذه اليهودية قال وما تقول قلت تقول أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع يديه مدا يستعيذ بالله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر ثم قال أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي الا قد حذر أمته وسأحذركموه بحديث لم يحدثه نبي أمته انه أعور والله ليس باعور مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن وأما فتنة القبر فبي تفتنون وعنى تسألون فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف ثم يقال له فيم كنت فيقول في الاسلام فيقال هذا الرجل الذي كان فيكم فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له انظر إلى ما وقاك الله ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال هذا مقعدك منها ويقال على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله وإذا كان الرجل السوء جلس في قبره فزعا مشعوفا فيقال له فيم كنت فيقول لا أدرى فيقال ما هذا الرجل الذي كان فيكم فيقول سمعت الناس يقولون قولا فقلت كما قالوا فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال انظر إلى ما صرف الله عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا ويقال هذا مقعدك منها على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله * وأخرج أحمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية عن طاوس رضي الله عنه قال إن الموتى يفتنون في قبورهم سبعا فكانوا يستحبون ان يطعم عنهم تلك الأيام * وأخرج ابن جرير في مصنفه عن الحارث بن أبى الحرث عن عبيد بن عمير قال يفتن رجلان مؤمن ومنافق فاما المؤمن فيفتن سبعا واما المنافق فيفتن أربعين صباحا * وأخرج ابن شاهين في السنة عن راشد بن سعد رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول تعلموا حجتكم فإنكم مسؤلون حتى أنه كان أهل البيت من الأنصار يحضر الرجل منهم الموت فيوصونه والغلام إذا عقل فيقولون له إذا سألوك من ربك فقل الله ربى وما دينك فقل الاسلام ديني ومن نبيك فقل محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو نعيم عن انس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على قبر رجل من أصحابه حين فرغ منه فقال له انا لله وانا إليه راجعون اللهم نزل بك وأنت خير منزول به جاف الأرض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه وأقبله منك بقبول حسن وثبت عند المسائل منطقه * وأخرج أبو داود والحاكم والبيهقي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة عند قبر وصاحبه يدفن فقال استغفروا لأخيكم واسالوا له التثبيت فإنه الآن يسئل * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على القبر بعد ما يستوي عليه فيقول اللهم نزل بك صاحبنا وخلف الدنيا خلف ظهره اللهم ثبت عند المسألة منطقه ولا تبتله في قبره بما لا طاقة له به * وأخرج الطبراني وابن منده عن أبي امامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات أحد من إخوانكم
(٨٣)