الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٨٨
عقيم لا يولد له ولد فكان يخرج فإذا رأى غلاما من غلمان بني إسرائيل عليه حلى يخدعه حتى يدخله فيقتله ويلقيه في مطمورة له فبينما هو كذلك إذ لقى غلامين أخوين عليهما حلى لهما فأدخلهما فقتلهما وطرحهما في مطمورة له وكانت له امرأة مسلمة تنهاه على ذلك فتقول له انى أحذرك النقمة من الله تعالى وكان يقول لو أن الله آخذني على شئ آخذني يوم فعلت كذا وكذا فتقول ان صاعك لم يمتلئ بعد ولو قد امتلأ صاعك أخذت فلما قتل الغلامين الأخوين خرج أبوهما يطلبهما فلم يجد أحدا يخبره عنهما فأتى نبيا من أنبياء بني إسرائيل فذكر ذلك له فقال له النبي عليه السلام هل كانت لهما لعبة يلعبان بها قال نعم كان لهما جرو فأتى بالجرو فوضع النبي عليه السلام خاتمه بين عينيه ثم خلى سبيله وقال له أول دار يدخلها من بني إسرائيل فيها تبيان فاقبل الجرو يتخلل الدور به حتى دخل دارا فدخلوا خلفه فوجدوا الغلامين مقتولين مع غلام قد قتله وطرحهم في المطمورة فانطلقوا به إلى النبي عليه السلام فامر به ان يصلب فلما وضع على خشبته أتته امرأته فقالت يا فلان قد كنت أحذرك هذا اليوم وأخبرك ان الله تعالى غير تاركك وأنت تقول لو أن الله آخذني على شئ آخذني يوم فعلت كذا وكذا فأخبرتك أن صاعك بعد لم يمتلئ ألا وان صاعك هذا الا وان قد امتلأ * قوله تعالى (انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار قال شخصت فيه والله أبصارهم فلا ترتد إليهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله مهطعين قال يعنى بالاهطاع النظر من غير أن تطرف مقنعي رؤسهم قال الاقناع رفع رؤسهم لا يرتد إليهم طرفهم قال شاخصة أبصارهم وأفئدتهم هواء ليس فيها شئ من الخير فهي كالخربة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه مهطعين قال مديمي النظر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة مهطعين قال مسرعين * وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله مهطعين ما المهطع قال الناظر قال فيه الشاعر إذ دعانا فأهطعنا لدعوته * داع سميع فلفونا وساقونا قال فأخبرني عن قوله مقنعي رؤسهم ما المقنع قال الرافع رأسه قال فيه كعب بن زهير هجان وحمر مقنعات رؤسها * وأصفر مشمول من الزهر فاقع * وأخرج ابن الأنباري عن تميم بن حذام رضي الله عنه في قوله مهطعين قال هو التجميح والعرب تقول للرجل إذا قبض ما بين عينيه لقد جح * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله مقنعي رؤسهم قال رافعي رؤسهم يجيئون وهم ينظرون لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء تمور في أجوافهم إلى حلوقهم ليس لها مكان تستقر فيه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأفئدتهم هواء قال ليس فيها شئ خرجت من صدورهم فشبت في حلوقهم * وأخرج ابن أبي شبية وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مرة رضي الله عنه وأفئدتهم هواء قال متخرقة لا تعي شيئا * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح رضي الله عنه قال يحشر الناس هكذا ووضع رأسه وأمسك بيمينه على شماله عند صدر * قوله تعالى (وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب يقول أنذرهم في الدنيا من قبل ان يأتيهم العذاب * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب قال يوم القيامة فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب قال مدة يعملون فيها من الدنيا أولم تكونوا أقسمتم من قبل لقوله وأقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت مالكم من زوال قال الانتقال من الدنيا إلى الآخرة * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال بلغني ان أهل النار ينادون ربنا أخرنا إلى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل فرد عليهم أولم تكونوا قسمتم من قبل مالكم من زوال إلى قوله لتزول منه الجبال * واخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله مالكم من زوال عما أنتم فيه إلى ما تقولون * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله مالكم من زوال قال بعث بعد الموت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست