الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٨٧
قرطين فازدادت بهما حسنا فقالت سارة رضي الله عنها أراني انما زدتها جمالا فلم تقاره على كونه معها ووجد بها إبراهيم عليه السلام وجدا شديدا فنقلها إلى مكة فكان يزورها في كل يوم من الشام على البراق من شغفه بها وقلة صبره عنها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ربنا انى أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع قال أسكن إسماعيل وأمه مكة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن إبراهيم عليه السلام قال فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم لو قال فاجعل أفئدة الناس تهوى إليهم لغلبتكم عليه الترك والروم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله واجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم قال لو قال أفئدة الناس تهوى إليهم لازدحمت عليه فارس والروم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحكم قال سالت عكرمة وطاوسا وعطاء بن أبي رباح من هذه الآية فقالوا البيت تهوى إليه قلوبهم يأتونه وفى لفظ قالوا هواهم إلى مكة أن يحجوا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم قال تنزع إليهم * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن مسلم الطائفي ان إبراهيم عليه السلام لما دعا للحرم وارزق أهله من الثمرات نقل الله الطائف من فلسطين * وأخرج ابن أبي حاتم عن الزهري رضي الله عنه قال إن الله تعالى نقل قرية من قرى الشام فوضعها بالطائف لدعوة إبراهيم عليه السلام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة بواد غير ذي زرع قال مكة لم يكن بها زرع يومئذ * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ربنا انى أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم وانه بيت طهره الله من السوء وجعله قبلة وجعله حرمه اختاره نبي الله إبراهيم عليه السلام لولده وقد ذكر لنا ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال في خطبته ان هذا البيت أول من وليه ناس من طسم فعصوا واستخفوا بحقه واستحلوا حرمته فأهلكهم الله ثم وليه ناس من جرهم فعصوا فيه واستخفوا بحقه واستحلوا حرمته فأهلكهم الله ثم وليتموه معاشر قريش فلا تعصوا ولا تستخفوا بحقه ولا تستحلوا حرمته وصلاة فيه أفضل من مائة صلاة بغيره والمعاصي فيه على قدر ذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم قال إن إبراهيم سال الله أن يجعل أناسا من الناس يهوون سكنى مكة * واخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم يقول خذ بقلوب الناس إليهم فإنه حيث يهوى القلب يذهب الجسد فلذلك ليس من مؤمن الا وقلبه معلق بحب الكعبة قال ابن عباس رضي الله عنهما لو أن إبراهيم عليه السلام حين دعا قال اجعل أفئدة الناس تهوى إليهم لازدحمت عليه اليهود والنصارى ولكنه خص حين قال أفئدة من الناس فجعل ذلك أفئدة المؤمنين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الشعب بسند حسن عن ابن عباس قال لو كان إبراهيم عليه السلام قال فاجعل أفئدة الناس تهوى إليهم لحجه اليهود والنصارى والناس كلهم ولكنه قال أفئدة من الناس فخص به المؤمنين * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة اللهم بارك لهم في صاعهم ومدهم واجعل أفئدة الناس تهوى إليهم * قوله تعالى (ربنا انك تعلم ما نخفى وما نعلن) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ربنا انك تعلم ما نخفى من حب إسماعيل وأمه وما نعلن قال وما نظهر من الجفاء لهما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق قال هذا بعد ذاك بحين * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال بشر إبراهيم بعد سبع عشرة ومائة سنة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي قال فلن يزال من ذرية إبراهيم عليه السلام ناس على الفطرة يعبدون الله تعالى حتى تقوم الساعة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه قال ما يسرني بنصيبي من دعوة نوح وإبراهيم للمؤمنين والمؤمنات حر النعم * قوله تعالى (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والخرائطي في مساوئ الأخلاق عن ميمون بن مهران رضي الله عنه في قوله ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون قال هي تعزية للمظلوم ووعيد للظالم * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كان في بني إسرائيل رجل
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست