الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٤٠
فوضع عنى عشرا فمررت على موسى فقال كم فرض عليك وعلى أمتك فقلت أربعين صلاة قال فارجع إلى ربك فاسأله يخفف عنك وعن أمتك فرجع إليه فوضع عنى عشرا فمررت على موسى فقال كم فرض عليك وعلى أمتك قلت ثلاثين صلاة قال فارجع إلى ربك فاسأله يخفف عنك وعن أمتك فرجعت إليه فوضع عنى عشرا فرجعت إلى موسى فقال كم فرض عليك وعلى أمتك فقلت عشرين صلاة قال فارجع إلى ربك فاسأله يخفف عنك وعن أمتك فرجعت فوضع عنى عشرا ثم مررت على موسى فقال كم فرض عليك وعلى أمتك قلت عشر صلوات قال فارجع إلى ربك فاسأله يخفف عنك وعن أمتك فرجعت فوضع عنى خمسا ثم قال إنه لا يبدل قولي ولا ينسخ كتابي تخفيفها عنكم كتخفيف خمس صلوات وانها لكم كأجر خمسين صلاة فمررت على موسى فقال كم فرض عليك وعلى أمتك قلت خمس صلوات قال فارجع إلى ربك فاسأله يخفف عنك وعن أمتك فان بني إسرائيل قد أمروا بأيسر من هذا فلم يطيقوه قال لقد رجعت إلى ربى حتى انى لأستحي منه * وأخرج البزار وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وصححه عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله كيف أسرى بك فقال صليت لأصحابي العتمة بمكة معتما فأتاني جبريل بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل وقال اركب فاستصعبت على فأدارها باذنها ثم حملني عليها فانطلقت تهوى بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها حتى بلغنا أرضا ذات نخل فقال انزل فنزلت فقال صل فصليت ثم ركبنا فقال أتدري أين صليت قلت الله أعلم قال صليت بيثرب صليت بطيبة ثم انطلقت تهوى بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها ثم بلغنا أرضا فقال انزل فنزلت فقال صل فصليت ثم ركبنا فقال أتدري أن صليت قلت الله أعلم قال صليت بمدين صليت عند شجرة موسى ثم انطلقت تهوى بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها ثم بلغنا أرضا بدت لنا قصورها فقال انزل فنزلت ثم قال صل فصليت ثم ركبنا فقال أتدري أن صليت فقلت الله أعلم فقال صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى المسيح بن مريم ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني فأتى قبلة المسجد فربط فيه الدابة ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس والقمر فصليت من المسجد حيث شاء الله وأخذني من العطش أشد ما أخذني فاتيت بإنائين في أحدهما لبن وفى الآخر عسل أرسل إلي بهما جميعا فعدلت بينهما فهداني الله فأخذت اللبن فشربت حتى فرغت منه جنبي وبين يديه شيخ على منبره متكئ فقال أخذ صاحبك الفطرة وانه لمهدي ثم انطلق بي حتى أتينا الوادي الذي في المدينة فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي فقلنا يا رسول الله كيف وجدتها قال مثل الحمة السحنة ثم انصرف بي فمررنا بعير قريش بمكان كذا وكذا وقد أضلوا بعيرا لهم قد جمعه فلان فسلمت عليهم فقال بعضهم هذا صوت محمد ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة فأتاني أبو بكر فقال يا رسول الله أين كنت الليلة قد التمستك في مكانك فقلت أعلمت انى أتيت بيت المقدس الليلة فقال يا رسول الله انه مسيرة شهر فصفه لي قال ففتح لي صراط كأني أنظر إليه لا تسألوني عن شئ الا أنبأتكم عنه فقال أبو بكر رضي الله عنه أشهد انك رسول الله وقال المشركون انظروا إلى ابن أبي كبشة زعم أنه أتى بيت المقدس الليلة فقال إن من آية ما أقول لكم انى مررت بعير لكم بمكان كذا وكذا وقد أضلوا بعيرا لهم فجمعه فلان وان مسيرهم ينزلون بكذا ثم كذا ويأتوكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل آدم عليه شيخ أسود وغرارتان سوداوتان فلما كان ذلك اليوم أشرف القوم ينظرون حتى كان قريبا من نصف النهار قدمت البعير يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن مردويه من طريق قتادة رضي الله عنه عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان مالك بن صعصعة حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسرى به قال بينما أنا في الحطيم وربما قال قتادة رضي الله عنه في الحجر مضطجعا إذ أتاني آت فجعل يقول لصاحبه الأوسط بين الثلاثة فأتاني فشق ما بين هذه إلى هذه يعنى من ثغر نحره إلى شعرته فاستخرج قلبي فأوتيت بطست من ذهب مملوء ايمانا وحكمة فغسل قلبي بماء زمزم ثم حشي ثم أعيد مكانه ثم أوتيت بدابة أبيض دون البغل وفوق الحمار يقال له البراق يقع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى بي السماء الدنيا فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل بعث إليه قال نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ جاء ففتح لنا فلما خلصت فإذا فيها آدم
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست