الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٣٥
تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد * وأخرج أحمد ومسلم عن أبي هريرة وحذيفة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الاحد فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة والسبت والأحد وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضى لهم قبل الخلائق والله أعلم * قوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك) الآية * أخرج ابن مردويه عن أبي ليلى الأشعري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تمسكوا بطاعة أئمتكم ولا تخالفوهم فان طاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله فان الله انما بعثني ادعو إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة فمن خالفني في ذلك فهو من الهالكين وقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله ومن ولى من أمركم شيئا فعمل بغير ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وجادلهم بالتي هي أحسن قال أعرض عن أذاهم إياك * قوله تعالى (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) الآية * أخرج الترمذي وحسنه وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلا ومن المهاجرين ستة منهم حمزة فمثلوا بهم فقالت الأنصار لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربين عليهم فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصبر ولا نعاقب كفوا عن القوم الا أربعة * وأخرج ابن سعد والبزار وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة حين استشهد فنظر إلى منظر لم ير شيئا قط كان أوجع لقلبه منه ونظر إليه قد مثل به فقال رحمة الله عليك فإنك كنت ما علمت وصولا للرحم فعولا للخيرات ولولا حزن من بعدك عليك لسرني ان أتركك حتى يحشرك الله من أرواح شتى أما والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك فنزل جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بخواتيم النحل وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به الآية فكفر النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه وأمسك عن الذي أراد وصبر * وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قتل حمزة ومثل به لئن ظفرت بقريش لأمثلن بسبعين رجلا منهم فأنزل الله وان عاقبتم الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نصبر يا رب فصبر ونهى عن المثلة * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير عن الشعبي قال لما كان يوم أحد وانصرف المشركون فرأى المسلمون بإخوانهم مثلة جعلوا يقطعون آذانهم وآنافهم ويشقون بطونهم فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن أنالنا الله منهم لنفعلن ولنفعلن فأنزل الله وان عاقبتم الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نصبر * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن عطاء بن يسار قال نزلت سورة النحل كلها بمكة الا ثلاث آيات من آخرها نزلت بالمدينة يوم أحد حيث قتل حمزة ومثل به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بثلاثين رجلا منهم فلما سمع المسلمون ذلك قالوا والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط فأنزل الله وان عاقبتم فعاقبوا إلى آخر السورة * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به قال هذا حين أمر الله نبيه ان يقاتل من قاتله ثم نزلت براءة وانسلاخ الأشهر الحرام قال فهذا من المنسوخ * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال كانوا قد أمروا بالصفح عن المشركين فأسلم رجال ذو منعة فقالوا يا رسول الله لو أذن الله لنا لانتصرنا من هؤلاء الكلاب فنزلت هذه الآية ثم نسخ ذلك بالجهاد * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به قالا لا تعتدوا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين في قوله وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به قال إن أخذ منك رجل شيئا فخذ منه مثله * قوله تعالى (ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون قال اتقوا فيما حرم الله عليهم وأحسنوا فيما افترض عليهم * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي شيبة وهناد وابن
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست