الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٣١
(وإذا بدلنا آية مكان آية) الآيتين * أخرج أبو داود في ناسخه وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله وإذا بدلنا آية مكان آية وقوله ثم إن ربك للذين هاجروا من بعدما فتنوا قال عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار وأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقتل يوم الفتح فاستجار له عثمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجاره * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وإذا بدلنا آية مكان آية قال هو كقوله ما ننسخ من آية أو ننسأها * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وإذا بدلنا آية مكان آية قال هذا في الناسخ والمنسوخ قال إذا نسخنا آية وجئنا بغيرها قالوا ما بالك قلت كذا وكذا ثم نقضته أنت تفتري قال الله والله أعلم بما ينزل * قوله تعالى (ولقد نعلم أنهم يقولون) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم قينا بمكة اسمه بلعام وكان عجمي اللسان فكان المشركون يرون رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليه ويخرج من عنده فقالوا انما يعلمه بلعام فأنزل الله ولقد نعلم أنهم يقولون انما يعلمه بشر الآية * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله انما يعلمه بشر قال قالوا انما يعلم محمدا عبدة بن الحضرمي وهو صاحب الكتب فقال الله لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرئ غلاما لبني المغيرة أعجميا يقال له مقيس وأنزل الله ولقد نعلم أنهم يقولون الآية * وأخرج آدم بن أبي أياس وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد ولقد نعلم أنهم يقولون انما يعلمه بشر قال قول قريش انما يعلم محمدا ابن الحضرمي وهو صاحب كتب لسان الذي يلحدون إليه أعجمي يتكلم بالرومية وهذا لسان عربي مبين * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال يقولون انما يعلم محمدا عبدة بن الحضرمي كان يسمى مقيس * وأخرج ابن جرير وبان المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال كانوا يقولون انما يعلمه سلمان الفارسي وأنزل الله لسان الذي يلحدون إليه أعجمي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب ان الذي ذكر الله في كتابه انه قال انما يعلمه بشر انما افتتن من أنه كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يملي عليه سميع عليم أو عزيز حكيم أو نحو ذلك من خواتيم الآية ثم يشتغل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول يا رسول الله أعزيز حكيم أو سميع عليم فيقول أي ذلك كتبت فهو كذلك فافتتن وقال إن محمدا ليكل ذلك إلى فاكتب ما شئت فهذا الذي ذكر لي سعيد بن المسيب من الحروف السبعة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذاه أهل مكة دخل على عبد لبني الحضرمي يقال له أبو يسر كان نصرانيا وكان قد قرأ التوراة والإنجيل فساءله وحدثه فلما رآه المشركون يدخل عليه قالوا يعلمه أبو اليسر قال الله هذا لسان عربي مبين ولسان أبى اليسر عجمي * قوله تعالى (انما يفترى الكذب) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن معاوية بن صالح قال ذكر الكذب عند أبي امامة فقال اللهم عفوا أما تسمعون الله يقول انما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون * وأخرج الخرائطي في مساوي الأخلاق وابن عساكر في تاريخه عن عبد الله بن جراد انه سال النبي صلى الله عليه وسلم هل يزنى المؤمن قال قد يكون ذلك قال هل يسرق المؤمن قال قد يكون ذلك قال هل يكذب المؤمن قال لا ثم اتبعها نبي الله صلى الله عليه وسلم انما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون * وأخرج الخطيب في تاريخه عن عبد الله بن جراد قال قال أبو الدرداء يا رسول الله هل يكذب المؤمن قال لا يؤمن الله ولا باليوم الآخر من إذا حدث كذب * وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أخوف ما أخاف عليكم ثلاثا رجل آتاه الله القرآن حتى إذا رأى بهجته وتردى الاسلام أعاره الله ما شاء اخترط سيفه وضرب جاره ورماه بالكفر قالوا يا رسول الله أيهما أولى بالكفر الرامي أو المرمى به قال الرامي وذو خليفة قبلكم آتاه الله سلطانا فقال من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله وكذب ما جعل الله خليفة حبه دون الخالق ورجل استهوته الأحاديث كلما كذب كذبة وصلها بأطول منها فذاك الذي يدرك الدجال فيتبعه * قوله تعالى (من كفر بالله من بعد ايمانه) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست