واجتنب فراش المغيب قال أي رب فكيف ان تحبني أهل الدنيا البر والفاجر قال يا داود تصانع أهل الدنيا لدنياهم وتحب أهل الآخرة لآخرتهم وتجتان إليك ذنبك بيني وبينك فإنك إذا فعلت ذلك فلا يضرك من ضل إذا اهتديت * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر انه جاء رجل فقال يا أبا عبد الرحمن نفر ستة كلهم قرأ القرآن وكلهم مجتهد لا يألوهم في ذلك يشهد بعضهم على بعض بالشرك فقال لعلك ترى انى آمرك ان تذهب إليهم تقاتلهم عظهم وانههم فان عصوك فعليك نفسك فان الله تعالى يقول يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم حتى ختم الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن صفوان بن محرز انه أتاه رجل من أصحاب الأهواء فذكر له بعض أمره فقال له صفوان ألا أدلك على خاصة الله التي خص الله بها أولياءه يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم يقول أطيعوا أمري واحفظوا وصيتي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم يقول إذا ما أطاعني العبد فيما أمرته من الحلال والحرام فلا يضره من ضل بعده إذا عمل بما أمرته به * وأخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ما لم يكن سيف أو سوط * وأخرج ابن أبي حاتم عن مكحول ان رجلا سأله عن قول الله عليكم أنفسكم الآية فقال إن تأويل هذه الآية لم يجئ بعد إذا هاب الواعظ وأنكر الموعوظ فعليك بنفسك لا يضرك حينئذ من ضل إذا اهتديت * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر مولى غفرة قال انما أنزلت هذه الآية لان الرجل كان يسلم ويكفر أبوه ويسلم الرجل ويكفر أخوه فلما دخل قلوبهم حلاوة الايمان دعوا آباءهم وإخوانهم فقالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد ابن جبير انه سئل عن هذه الآية فقال نزلت في أهل الكتاب يقول يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل من أهل الكتاب إذا اهتديتم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن حذيفة في قوله عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال إذا أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب في قوله لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال إذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر لا يضرك من ضل إذا اهتديت * وأخرج ابن جرير عن الحسن انه تلا هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم فقال الحمد لله بها والحمد لله عليها ما كان مؤمن فيما مضى ولا مؤمن فيما بقى الا والى جانبه منافق يكره عمله * وأخرج أحمد وابن ماجة والبيهقي في الشعب عن أنس قال قيل يا رسول الله متى يترك الامر بالمعروف والنهى عن المنكر قال إذا ظهر فيكم ما ظهر في بني إسرائيل قبلكم قالوا وما ذاك يا رسول الله قال إذا ظهر الادهان في خياركم والفاحشة في كباركم وتحول الملك في صغاركم والفقه وفى لفظ والعلم في رذالكم * وأخرج البيهقي عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) الآية * أخرج الترمذي وضعفه وابن جرير وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة من طريق أبى النضر وهو الكلبي عن باذان مولى أم هانئ عن ابن عباس عن تميم الداري في هذه الآية يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت قال برئ الناس منها غيري وغير عدى بن بداء وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الاسلام فأتيا الشام لتجارتهما وقدم عليهما مولى لبني سهم يقال له الديل بن أبي مريم بتجارة ومعه جام من فضة يريد به الملك وهو عظم تجارته فمرض فأوصى إليهما وأمرهما ان يبلغا ما ترك أهله قال تميم فلما مات أخذنا ذلك الجام فبعناه بألف درهم ثم اقتسمناه أنا وعدى بن بداء فلما قدمنا إلى أهله دفعنا إليهم ما كان معنا وفقد وا الجام فسألونا عنه فقلنا ما ترك غير هذا وما دفع إلينا غيره قال تميم فلما أسلمت بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة تأثمت من ذلك فاتيت أهله فأخبرتهم الخبر وأديت إليهم خمسمائة درهم وأخبرتهم ان عند صاحبي مثلها فاتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم البينة فلم يجدوا فأمرهم ان يستحلفوه
(٣٤١)