الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٨
حمى رعى ولا من حوض يشرب منه وا كان الحوض لغير صاحبه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله ما جعل الله من بحيرة قال البحيرة الناقة كان الرجل إذا ولدت خمسة فيعمد إلى الخامسة فما لم تكن سقيا فيبتك آذانها ولا يجز لها وبرا ولا يذوق لها لبنها فتلك لبحيرة ولا سائبة كان الرجل يسبب من ماله ما شاء ولا وصيلة فهي الشاة إذا ولدت سبعا عمدا لي السابع فان كان ذكرا ذبح وان كانت أنثى تركت وان كان في بطنها اثنان ذكر وأنثى فولدتهما قالوا وصلت أخاها فيتركان جميعا لا يذبحان فتلك الوصيلة ولا حام كان الرجل يكون له الفحل فإذا ألقح عشرا قيل حام فاتركوه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ما جعل الله من بحيرة الآية قال البحيرة من الإبل كان أهل الجاهلية يحرمون وبرها وظهرها ولحمها ولبنها الا على الرجال فما ولدت من ذكر وأثنى فهو على هيئتها فان ماتت اشترك الرجال والنساء في أكل لحمها فإذا ضرب الحمل من ولد البحيرة فهو الحامي والسائبة من الغنم على نحو ذلك الا انها ما ولدت ومن ولد بينها وبين ستة أولاد كان على هيئتها فإذا ولدت في السابع ذكرا أو أنثى أو ذكرين ذبحوه فأكله رجالهم دون نسائهم وان توأمت أنثى وذكر فهي وصيلة ترك ذبح الذكر بالأنثى وان كانتا أنثيين تركتا * وأخرج ابن المنذر عن أبي سعيد الخدري قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فاستأخر عن قبلته وأعرض بوجهه وتعوذ بالله ثم دنا من قبلته حتى رأيناه يتناول بيده فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا يا نبي الله لقد صنعت اليوم في صلاتك شياما كنت تصنعه قال نعم عرضت على في مقامي هذا الجنة والنار فرأيت في النار مالا يعلمه الا الله ورأيت فيها الحميرية صاحبه الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها ولم ترسلها فتأكل من خشاش الأرض حتى ماتت في رباطها ورأيت فيها عمرو بن لحى يجر قصبه في النار وهو الذي سيب السوائب وبحر البحيرة ونصب الأوثان وغير دين إسماعيل ورأيت فيها عمران الغفاري معه محجنه الذي كان يسرق به الحاج قال وسمى لي الرابع فنسيته ورأيت الجنة فلم أر مثل ما فيها فتناولت منها قطفا لأريكموه فحيل بيني وبينه فقال رجل من القوم مثل ما الحبة منه قال كأعظم دلو فرته أمك قط قال محمد بن إسحاق فسالت عن الرابع فقال هو صاحب ثنيتي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نزعهما * وأخرج البخاري وابن مردويه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا ورأيت عمرا يجر قصبه في النار وهو أول من سيب السوائب * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكتم بن الجون يا أكتم عرضت على النار فرأيت فيها عمر وبن لحى بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار فما رأيت رجلا أشبه برجل منك به ولا به منك فقال أكتم أخشى ان يضرني شبهه يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا انك مؤمن وهو كافر انه أول من غير دين إبراهيم وبحر البحيرة وسيب السائبة وحمى الحامي * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم فال ان أول من سيب السوائب وعبد الأصنام أبو خزاعة عمر وبن عامر وإني رأيته يجر أمعاءه في النار * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لا عرف أول من سيب السوائب ونصب النصب وأول من غير دين إبراهيم قالوا من هو يا رسول الله قال عمرو بن لحى أخو بنى كعب لقد رأيته يجر قصبه في النار يؤذى أهل النار ريح قصبه وإني لأعرف من بحر البحائر قالوا من هو يا رسول الله قال رجل من بنى مدلج كانت له ناقتان فجدع آذانهما وحرم ألبانهما وظهورهما وقال هاتان لله ثم احتاج إليهما فشرب ألبانهما وركب ظهور هما قال فلقد رأيته في النار وهما يقضمانه بأفواههما ويطئانه بأخفافهما * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبي بن كعب قال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الظهر والناس في الصفوف خلفه فرأيناه تناول شيئا فجعل بتناوله فتأخر فتأخر الناس ثم تأخر الثانية فتأخر الناس فقلت يا رسول الله رأيناك صنعت اليوم شياما كنت تصنعه في الصلاة فقال إنه عرضت على الجنة بما فيها من الزهرة والنضرة فتناولت قطفا عن عنبها ولو أخذته لاكل منه من بين السماء والأرض لا ينقصونه فحيل بيني وبينه وعرضت على النار فلما وجدت سفعتها
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة