الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٠
ان تعذبهم فإنهم عبادك الآية فلما أصبح قلت يا رسول الله ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت قال انى سالت ربى الشفاعة لامتي فأعطانيها وهي نائلة إن شاء الله من لا يشرك بالله شيئا * وأخرج ابن ماجة عن أبي ذر قال قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها ان تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم * وأخرج مسلم والنسائي وابن أبي الدنيا في حسن الظن وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني والبيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن عمر وبن العاصي ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله في إبراهيم رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه منى الآية وقال عيسى بن مريم ان تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم فرفع يديه فقال اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد فقل انا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك * وأخرج ابن مردويه عن أبي ذر قال بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة يشفع لامته فكان يصلى بهذه الآية ان تعذبهم فإنهم عبادك إلى آخر الآية كان بها يسجد وبها يركع وبها يقوم وبها يقعد حتى أصبح * وأخرج ابن مردويه عن أبي ذر قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم بأبي أنت وأمي يا رسول الله قمت الليلة بآية من القرآن ومعك قرآن لو فعل هذا بعضنا لو جدنا عليه قال دعوت لامتي قال فماذا أجبت قال أجبت بالذي لو اطلع كثير منهم عليه تركوا الصلاة قال أفلا ابشر الناس قال بلى فقال عمر يا رسول الله انك ان تبعث إلى الناس بهذا نكلوا عن العبادة فناداه ان ارجع فرجع وتلا الآية التي يتلوها ان تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس ان تعذبهم فإنهم عبادك يقول عبيدك قد استوجبوا العذاب بمقالتهم وان تغفر لهم أي من تركت منهم ومد في عمره حتى أهبط من السماء إلى الأرض يقتل الدجال فنزلوا عن مقالتهم ووحدوك وأقروا انا عبيد وان تغفر لهم حيث رجعوا عن مقالتهم فإنك أنت العزيز الحكيم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله ان تعذبهم فإنهم عبادك يقول إن تعذبهم تميتهم بنصرانيتهم فيحق عليهم العذاب فإنهم عبادك وان تغفر لهم فتخرجهم من النصرانية وتهديهم إلى الاسلام فإنك أنت العزيز الحكيم هذا قول عيسى عليه السلام في الدنيا * قوله تعالى (قال الله) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم قال يقول هذا يوم ينفع الموحدين توحيدهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم قال هذا فصل بين كلام عيسى وهذا يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة قال متكلمان تكلما يوم القيامة نبي الله عيسى وإبليس عدو الله فاما إبليس فيقول ان الله وعدكم وعد الحق إلى قوله الا أن دعوتكم فاستجبتم لي وصدق عدو الله يومئذ وكان في الدنيا كاذبا وأما عيسى فما قص الله عليكم في قوله وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي إلى آخر الآية فقال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم وكان صادقا في الحياة الدنيا وبعد الموت * قوله تعالى (لله ملك السماوات) الآية * أخرج أبو عبيد في فضائله عن أبي الزاهرية ان عثمان رضي الله عنه كتب في آخر المائدة لله ملك السماوات والأرض والله سميع بصير * (تم الجزء الثاني من الدر المنثور ويليه الجزء الثالث وأوله سورة الأنعام) *
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة