وضع على يديه من احياء الموت وخلقه من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وابراء الأسقام والخبر بكثير من الغيوب مما يدخرون في بيوتهم وما رد عليهم من التوراة مع الإنجيل الذي أحدث الله إليه ثم ذكر كفرهم بذلك كله * قوله تعالى (وإذا أوحيت) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله وإذا أوحيت إلى الحواريين يقول قذفت في قلوبهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وإذا أوحيت إلى الحواريين قال وحى قذف في قلوبهم ليس بوحي نبوة والوحي وحيان وحى تجئ به الملائكة ووحي يقذف في قلب العبد * قوله تعالى (إذ قال الحواريون * الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان الحواريون أعلم بالله من أن يقولوا هل يستطيع ربك انما قالوا هل تستطيع انك ربك هل تستطيع ان تدعوه * وأخرج الحاكم وصححه والطبراني وابن مردويه عن عبد الرحمن بن غنم قال سألت معاذ بن جبل عن قول الحواريين هل يستطيع ربك أو تستطيع ربك فقال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تستطيع ربك بالتاء * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس انه قرأها هل تستطيع ربك بالتاء ونصب ربك * وأخرج أبو عبيد وابن جرير عن سعيد بن جبير انه قرأها هل تستطيع ربك وقال هل تستطيع ان تسأل ربك * وأخرج ابن أبي حاتم عن عامر الشعبي ان عليا كان يقرؤها هل يستطيع ربك قال هل يطيعك ربك * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن وثاب وأبى رجاء انهما قرآ هل يستطيع ربك بالياء والرفع * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء قال قالوا هل يطيعك ربك ان سألته فأنزل الله عليهم مائدة من السماء فيها جميع الطعام الا اللحم فأكلوا منها * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله مائدة قال المائدة الخوان وفى قوله وتطمئن قال توقن * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا يقول نتخذ اليوم الذي نزلت فيه عيدا نعظمه نحن ومن بعدنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا قال أرادوا ان تكون لعقبهم من بعدهم * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وأبو بكر الشافعي في فوائد المعروفة بالغيلانيات عن سلمان الفارسي قال لما سأل الحواريون عيسى بن مريم المائدة كره ذلك جدا وقال اقنعوا بما رزقكم الله في الأرض ولا تسألوا المائدة من السماء فإنها ان نزلت عليكم كانت آية من ربكم وانما هلكت ثمود حين سألوا نبيهم آية فابتلوا بها حتى كان بوارهم فيها فأبوا الا ان يأتيهم بها فلذلك قالوا نريد ان نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين فلما رأى عيسى ان قد أبوا الا ان يدعو لهم بها قام فألقى عنه الصوف وليس الشعر الأسود وجبة من شعر وعباءة من شعر ثم توضأ واغتسل ودخل مصلاه فصلى ما شاء الله فلما قضى صلاته قام قائما مستقبل القبلة وصف قدميه حتى استويا فالصق الكعب بالكعب وحاذى الأصابع بالأصابع ووضع يده اليمنى على اليسرى فوق صدره وغض بصره طأطأ رأسه خشوعا ثم أرسل عينيه بالبكاء فما زالت دموعه تسيل على خديه وتقطر من أطراف لحيته حتى ابتلت الأرض حيال وجهه من خشوعه فلما رأى ذلك دعا الله فقال اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا تكون عظة منك لنا وآية منك أي علامة منك تكون بيننا وبينك وارزقنا عليها طعاما نأكله وأنت خير الرازقين فأنزل الله عليهم سفرة حمراء بين غمامتين غمامة فوقها وغمامة تحتها وهم ينظرون إليها في الهواء منقضة من فلك السماء تهوى الهيم وعيسى يبكى خوفا للشروط التي اتخذ الله فيها عليهم انه يعذب من يكفر بها منهم بعد نزولها عذابا لم يعذبه أحدا من العالمين وهو يدعو الله في مكانه ويقول إلهي اجعلها رحمة إلهي لا تجعلنا عذابا إلهي كم من عجيبة سألتك فأعطيتني إلهي اجعلنا لك شاكرين إلهي أعوذ بك ان تكون أنزلتها غضبا ورجزا إلهي اجعلها سلامة وعافية ولا تجلها فتنة ومثلها فما زال يدعو حتى استقرت السفرة بين يدي عيسى والحواريون وأصحابه حوله يجدون رائحة طيبة لم يجدوا فيما مضى رائحة مثلها قط وخر عيسى والحواريون لله سجدا شكرا له بما رزقهم من
(٣٤٦)