لوجبت ولو وجبت ما استطعتم وإذن لكفرتم فاتركوني ما تركتكم وإذا أمرتكم بشئ فافعلوا وإذا نهيتكم عن شئ فانتهوا عنه فأنزل الله لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم نهاهم ان يسألوا عن مثل الذي سالت النصارى من المائدة فأصبحوا بها كافرين فنهى الله عن ذلك وقال لا تسألوا عن أشياء أي ان نزل القرآن فيها بتغليظ ساءكم ذلك ولكن انتظروا فإذ نزل القرآن فإنكم لا تسألون عن شئ الا وجدتم تبيانه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج فقيل أواجب هو يا رسول الله كل عام قال لا ولو قلتها لوجبت عليكم كل عام ولو وجبت ما أطقتم ولو لم تطيقوا لكفرتم ثم قال سلوني فلا يسألني رجل في مجلسي هذا عن شئ الا أخبرته وان سألني عن أبيه فقام إليه رجل فقال من أبى قال أبوك حذافة بن قيس فقام عمر فقال يا رسول الله رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ونعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله * وأخرج ابن المنذر عن سعد بن أبي وقاص قال إن كانوا ليسألون عن الشئ وهو لهم حلال فما يزالون يسألون حتى يحرم عليهم وإذا حرم عليهم وقعوا فيه * وأخرج الشافعي وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن المنذر عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سال عن شئ لم يحرم فحرم من أجل مسئلته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن أبي ثعلبة الخشني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله حد حدودا فلا تعتدوها وفرض لكم فرائض فلا تضيعوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وترك أشياء في غير نسيان ولكن رحمة منه لكم فاقبلوها ولا تبحثوا عنها * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق خصيف عن مجاهد عن ابن عباس في قوله لا تسألوا عن أشياء قال يعنى البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ألا ترى انه يقول بعد ذلك ما جعل الله من كذا ولا كذا قال أما عكرمة فإنه قال إنهم كانوا يسألونه عن الآيات فنهوا عن ذلك ثم قال قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين قال فقلت قد حدثني مجاهد بخلاف هذا عن ابن عباس فمالك تقول هذا فقال هاه * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق عبد الكريم عن عكرمة في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء قال هو الذي سال النبي صلى الله عليه وسلم من أبى وأما سعيد بن جبير فقال هم الذي سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البحيرة والسائبة وأما مقسم فقال هي فيما سالت الأمم أنبياء ها عن الآيات * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن نافع في قوله لا تسألوا عن أشياء قال ما زال كثرة السؤال مذ قط تكره * وأخرج عبد بن حميد عن عصام انه قرأ ان تبد لكم برفع التاء ونصب الدال * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الملك بن أبي جمعة الأزدي قال سالت الحسن عن كسب الكناس فقال لي ويحك ما تسأل عن شئ لو ترك في منازلكم لضاقت عليكم ثم تلا هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم * وأخرج أحمد وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن أبي امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع وهو مردف الفضل ابن عباس على جمل آدم فقال يا أيها الناس خذوا العلم قبل رفعه وقبضه قال وكنا نهاب مسألته بعد تنزيل الله الآية لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم فقد منا إليه أعرابيا فرشوناه برداء على مسألته فاعتم بها حتى رأيت حاشية البرد على حاجبه الأيمن وقلنا له سل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يرفع العلم وهذا القرآن بين أظهرنا وقد تعلمناه وعلمناه نساءنا وذرارينا وخدا منا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه قد علا وجهه حمرة من الغضب فقال أو ليست اليهود والنصارى بين ظهرها المصاحف وقد أصبحوا ما يتعلقون منها بحرف مما جاءت به أنبياؤهم الا وان ذهاب العلم ان تذهب حملته * وأخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي مالك الأشعري قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء قال فنحن نسأله إذ قال إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبييون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة فقال اعرابي من هم يا رسول الله قال هم عباد من عباد الله من بلدان شتى وقبائل شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها ولا دنيا يتبادلون بها يتحابون بروح الله يجعل الله وجوههم نورا ويجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الرحمن يفزع الناس ولا يفزعون ويخاف الناس ولا يخافون
(٣٣٦)