الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٣
الله عليه وسلم لهما أليس عند كما التوراة فيها حكم الله قالا يلي فأنشدك بالذي فلق البحر لبني إسرائيل وظلل عليكم الغمام ونجاكم من آل فرعون وأنزل التوراة على موسى وأنزل المن والسلوى عن بني إسرائيل ما تجدون في التوراة في شأن الرجم فقال أحدهما للآخر ما نشدت بمثله قط قالا نجد ترداد النظر زنية والاعتناق زنية والقبل زنية فإذا شهد أربعة نهم رأوه يبدئ ويعيد كما يدخل الميل في المكحلة فقد وجب الرجم فقال النبي صلى الله عليه وسلم فهو كذلك فامر به فرجم فنزلت فان جاؤوك فاحكم بينهم إلى قوله يحب المقسطين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر قال نزلت في رجل من الأنصار زعموا انه أبو لبابة أشارت إليه بنو قريظة يوم الحصار ما الامر على ما ننزل فأشار إليهم انه الذبح * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ومن الذين هادوا سماعون للكذب قال هم أبو يسرة وأصحابه * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله سماعون لقوم آخرين قال يهود خيبر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله سماعون لقوم آخرين قال هم. أيضا سماعون ليهود * وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم النخعي في قوله يحرفون الكلم عن مواضعه قال كان يقول بني إسرائيل يا بنى أحباري فحرفوا ذلك فجعلوه يا بنى أبكاري فذلك قوله يحرفون الكلم عن مواضعه وكان إبراهيم يقرؤها يحرفون الكلم من مواضعه * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله يحرفون الكلم من بعد موضعه الآية قال ذكر لنا أن هذا كان في قتيل بني قريظة والنضير إذا قتل رجل من قريظة قتله النضير وكان النضير إذا قتلت من بني قريظة لم يقيدوهم انما يعطونهم الدية لفضلهم عليهم في أنفسهم تعوذا فقدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة فسلم فأرادوا ان يرفعوا ذلك إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهم فقال لهم رجل من المنافقين ان قتيلكم هذا قتيل عمد وانكم متى ترفعون أمره إلى محمد أخشى عليكم القود فان قبل منكم الدية فخذوه والا فكونوا منهم على حذر * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله يقولون ان أوتيتم هذه فخذوه قال إن وافقكم وان لم يوافقكم فاحذروه يهود تقول للمنافقين * وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله يحرفون الكلم يعنى حدود الله في التوراة في قوله يقولون أو تيتم هذا قال يقولون ان أمركم محمد بما أنتم عليه فاقبلوه وان خالفكم فاحذروه وفى قوله ومن يرد الله فتنة قال ضلالته فلن تملك له من الله شيئا يقول لن تغنى عنه شيئا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله لهم في الدنيا خزى قال أما خزيهم في الدنيا فإنه إذا أقام الهدى فتح القسطنطينية فقتلهم فذلك الخزي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة في قول لهم في الدنيا خزى مدينة تفتح بالروم فيسبون * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله لهم في الدنيا خزى قال يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون * قوله تعالى (سماعون للكذب أكالون للسحت) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله سماعون للكذب أكالون للسحت وذلك انهم أخذوا الرشوة في الحكم وقضوا بالكذب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله سماعون للكذب أكالون للسحت قال تلك أحكام اليهود يسمع كذبه ويأخذ رشوته * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن مسعود قال السحت الرشوة في الدين قال سفيان يعنى في الحكم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال من شفع لرجل ليدفع عنه مظلمته أو يرد عليه حقا فأهدى له هدى فقبلها فذلك السحت فقيل يا أبا عبد الرحمن انا كنا نعد السحت الرشوة في الحكم فقال عبد الله ذلك الكفر ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون * وأخرج عبد حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس انه سئل عن السحت فقال الرشا قيل في الحكم قال ذلك الكفر ثم قرأ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي عن ابن مسعود انه سئل عن السحت أهو الرشوة في الحكم قال لا ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون الفاسقون ولكن السحت ان يستعينك رجل على مظلمة فيهدى لك فتقبله فذلك السحت * وأخرج ابن المنذر عن مسروق قال قلت لعمر بن الخطاب أرأيت الرشوة في الحكم أمن السحت هي قال ولا ولكن كفرا انما السحت ان يكون للرجل عند السلطان جاه ومنزلة ويكون
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة