الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٠
قبل ان تقدروا عليهم فان جاء تائبا إلى الامام قبل ان يقدر عليه فآمنه الامام فهو آمن فان قتله انسان بعد أن يعلم أن الامام قد أمنه قتل به فان قتله ولم يعلم أن الامام قد أمنه كانت الدية * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) * أخرج عبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله وابتغوا إليه الوسيلة قال القربة * وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة في قوله وابتغوا إليه الوسيلة قال القرية * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وابتغوا إليه الوسيلة قال تقربوا إلى الله بطاعته والعمل بما يرضيه * وأخرج عبد بن حميد عن أبي وائل قال الوسيلة في الايمان * وأخرج الطستي وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل وابتغوا إليه الوسيلة قال الحاجة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عنترة وهو يقول إن الرجال لهم إليك وسيلة * ان يأخذوك تكحلي وتخضبي * قوله تعالى (ان الذين كفروا لو أن لهم) الآيتين * أخرج مسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار قوم فيدخلون الجنة قال يزيد بن الفقير فقلت لجابر بن عبد الله يقول الله يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها قال أتل أول الآية ان الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة الا انهم الذين كفروا * وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن طلق بن حبيب قال كنت من أشد الناس تكذيبا للشفاعة حتى لقيت جابر بن عبد الله فقرأت عليه كل آية أقدر عليها يذكر الله فيها خلود أهل النار قال يا طلق أتراك أقرأ لكتاب الله وأعلم لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم منى ان الذين قرأت هم أهلها هم المشركون ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوبا ثم خرجوا منها ثم أهوى بيده إلى أذنيه فقال صمتا ان لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرجون من النار بعدما دخلوا ونحن نقرأ كما قرأت * وأخرج ابن جرير عن عكرمة ان نافع بن الأزرق قال لابن عباس وما هم بخارجين منها فقال ابن عباس ويحك اقرأ ما فوقها هذه للكفار * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال إن الله إذا فرغ من القضاء بين خلقه أخرج كتاب من تحت عرشه فيه رحمتي سبقت غضبى وأنا أرحم الراحمين قال فيخرج من النار مثل أهل الجنة أو قال مثلي أهل الجنة مكتوب ههنا منهم وأشار إلى نحره عتقاء الله تعالى فقال رجل لعكرمة يا أبا عبد الله فان الله يقول يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها قال ويلك أولئك هم أهلها الذين هم أهلها * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في الشعب عن أشعث قال قلت أرأيت قول الله يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها فقال إنك والله لا تسقط على شئ ان للنار أهلا لا يخرجون منها كما قال الله تعالى * وأخرج أبو الشيخ عن أبي مالك قال ما كان فيه عذاب مقيم يعنى دائم لا ينقطع * قوله تعالى (والسارق والسارقة) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن نجدة الحنفي قال سألت ابن ابن عباس في قوله والسارق والساقة فاقطعوا أيدهما أخاص أم عام قال بل عام * وأخرج عبد بن حميد عن نجدة ابن نفيع قال سألت ابن عباس عن السارق والسارقة الآية قال ما كان من الرجال والنساء قطع * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ من طرق عن ابن مسعود أنه قرأ فاقطعوا أيمانهم * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن إبراهيم النخعي انه قال في قراءتنا وربما قال في قراءة عبد الله والسارقون والسارقات فاقطعوا ايمانهم * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله جزاء بما كسبا نكالا من الله قال لا ترثوا لهم فيه فإنه أمر الله الذي أمر به قال وذكر لنا ان عمر بن الخطاب كان يقول اشتدوا على الفساق واجعلوهم يدا يدا ورجلا رجلا * وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقطع يد السارق الا في ربيع دينار فصاعدا * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن جرير عن عمرو بن شعيب قال إن أول حد أقيم في الاسلام لرجل أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم سرق فشهدوا عليه فامر به النبي صلى الله عليه وسلم ان يقطع فلما حف الرجل نظر إلى وجه رسول الله صلى لله عليه وسلم كأنما سفى فيه الرماد فقالوا يا رسول الله كأنه اشتد عليك قطع هذا قال وما يمنعني وأنتم أعون للشيطان على
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة