يزيد أبى حبيب ان عبد الملك بن مروان كتب إلى أنس يسأله عن هذه الآية فكتب إليه أنس يخبره ان هذه الآية نزلت في أولئك النفر من العرنيين وهم بجيلة قال أنس فارتدوا على الاسلام وقتلوا الراعي واستاقوا الإبل وأخافوا السبيل وأصابوا الفرج الحرام فسال رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل من القضاء فيمن حارب فقال من سرق وأخاف السبيل واستحل الفرج الحرام فاصلبه * وأخرج الحافظ عبد الغني في ايضاح الاشكال من طريق أبى قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله قال هم من عكل * وأخرج عبد الرزاق عن أبي هريرة قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال من بنى فزارة قد ماتوا هزلا فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى لقاحه فسرقوها فطلبوا فأتى بهم النبي صلى الله عليه وسلم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم قال أبو هريرة فيهم نزلت هذه الآية انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله قال فترك النبي صلى الله عليه وسلم الأعين بعد * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن سعيد بن جبير قال كان ناس من بنى سليم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الاسلام وهم كذبة ثم قالوا انا نجتوي المدينة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه اللقاح تغدو عليكم وتروح فاشربوا من أبوالها فبينما هم كذلك إذ جاء الصريخ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قتلوا الراعي وساقوا النعم فركبوا في أثرهم فرجع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أسروا منهم فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم بهم فأنزل الله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية فقتل النبي صلى الله عليه وسلم منهم وصلب وقطع وسمل الأعين قال فما مثل النبي صلى الله عليه وسلم قبل ولا بعد ونهى عن المثلة وقال لا تمثلوا بشئ * وأخرج مسلم والنحاس في ناسخه والبيهقي عن أنس قال انما سمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعين أولئك لانهم سملوا أعين الرعاة * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية قال نزلت في سودان عرينة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وبهم الماء الأصفر فشكوا ذلك إليه فأمرهم فخرجوا إلى إبل الصدقة فقال اشربوا من أبوالها وألبانها فشربوا حتى إذا صحوا وبرئوا قتلوا الرعاة واستاقوا الإبل فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بهم فأراد أن يسمل أعينهم فنهاه الله عن ذلك وأمره أن يقيم فيهم الحدود كما أنزل الله * وأخرج ابن جرير عن لوليد بن مسلم قال ذكرت لليث بن سعد ما كان من سمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك حسمهم حتى ماتوا فقال سمعت محمد بن عجلان يقول أنزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم معاتبة في ذلك وعلمه عقوبة مثلهم من القطع والقتل والنفي ولم يسمل بعدهم غيرهم وقال وكان هذا القول ذكر لابن عمر فأنكر ان تكون نزلت معاتبة وقال بل كانت عقوبة ذلك النفر بأعيانهم ثم نزلت هذه الآية في عقوبة غيرهم ممن حارب بعدهم فرفع عنه السمل * وأخرج البيهقي في سننه عن محمد بن عجلان عن أبي الزناد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قطع الذين أخذوا لقاحه وسمل أعينهم عاتبه الله في ذلك فأنزل الله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية * وأخرج الشافعي في الام وعبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية قال إذا خرج المحارب فاخذ المال ولم يقتل يقطع من خلاف وإذا خرج فتقل ولم يأخذ المال قتل وإذا خرج فقتل وأخذ المال قتل وصلب وإذا خرج فأخاف السبيل ولم يأخذ المال ولم يقتل نفى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن ابن عباس في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية قال من شهر السلاح في قبة الاسلام وأفسد السبيل وظهر عليه وقدر فإمام المسلمين مخير فيه ان شاء قتله وان شاء صلبه وان شاء قطع يده ورجله قال أو ينفوا من الأرض يهربوا يخرجوا من دار الاسلام إلى دار الحرب * وأخرج أبو داود والنسائي والنحاس في ناسخه والبيهقي عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل دام امرئ مسلم الا بإحدى ثلاث خصال زان محصن يرجم ورجل قتل متعمدا فيقتل ورجل خرج من الاسلام فحارب فيقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض * وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عباس ان قوما من عرينة جاؤوا إلى النبي صلى لله عليه وسلم فأسلموا وكان منهم موازبة قد شلت أعضاؤهم واصفرت وجوههم وعظمت بطونهم فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى إبل الصدقة يشربوا من أبوالها
(٢٧٨)