الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٥
الله صلى الله عليه وسلم الحق فجعل الدية سواء * وأخرج ابن أبي جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال كانت قريظة والنضير وكان النضير أشرف من قريظة فكان إذا قتل رجل من النضير رجلا من قريظة أدى مائة وسق من تمر وإذا قتل رجل من قريظة رجلا من النضير قتل به فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجل من النضير رجلا من قريظة فقالوا ادفعوه إلينا نقتله فقالوا بيننا وبينكم النبي صلى الله عليه وسلم فاتوه فنزلت وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط والقسط النفس بالنفس ثم نزلت أفحكم الجاهلية يبغون * واخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله فان جاؤوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم قال يوم نزلت هذه الآية كان في سعة من أمره ان شاء حكم وان شاء لم يحكم ثم قال وان تعرض عنهم فلن يضروك شيئا قال نسختها وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواء هم * وأخرج عبد بن حميد والنحاس في ناسخه عن الشعبي في قوله فان جاؤوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم قال إن شاء حكم بينهم وان شاء لم يحكم * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو الشيخ عن إبراهيم والشعبي قالا إذ جاؤوا إلى حاكم من حكام المسلمين ان شاء حكم بينهم وان شاء أعرض عنهم وان حكم بينهم حكم بما أنزل الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عطاء في الآية قال هو مخير * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في أهل الذمة يرتفعون إلى حكام لمسلمين قال يحكم بينهم بما أنزل الله * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال أهل الذمة إذا ارتفعوا إلى المسلمين حكم عليهم بحكم المسلمين * وأخرج عبد بن منصور وعبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي عن إبراهيم التميمي وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط قال بالرجم * وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك في قوله ان الله يحب المقسطين قال المعدلين في القول والفعل * وأخرج عبد الرزاق عن الزهري في الآية قال مضت السنة أن يردوا في حقوقهم ومواريثهم إلى أهل دينهم الا أن يأتوا راغبين في حد يحكم بينهم فيه فيحكم بينهم بكتاب الله وقد قال لرسوله وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط * قوله تعالى (وكيف يحكمونك) الآية * أخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي محمم قد جلد فسألهم ما شأن هذا قالوا زنى فسال رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ما تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا نجد حده التحميم والجلد فسألهم أيكم أعلم فوركوا ذلك إلى رجل منهم قالوا فلان فأرسل إليه فسأله قال نجد التحميم والجلد فناشده رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون حد الزاني في كتابكم قال نجد الرجم ولكنه كثر في عظمائنا فامتنعوا منهم بقومهم ووقع الرجم على ضعفائنا فقلنا نضع شيئا يصلح بينهم حتى يستووا فيه فجعلنا التحميم والجلد فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه فأمر به فرجم قال ووقع اليهود بذلك الرجل الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وشتموه وقالوا لو كنا نعلم أنك تقول هذا ما قلنا انك أعلمنا قال ثم جعلوا بعد ذلك يسألون النبي صلى الله عليه وسلم ما تجد فيما أنزل إليك حد الزاني فأنزل الله وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله يعنى حدود الله فأخبره الله بحكمه في التوراة قال وكتبنا عليهم فيها إلى قوله والجروح قصاص * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله يقول عندهم بيان ما تشاجروا فيه من شأن قتيلهم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل بن حيان في قوله وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله يقول فيها الرجم المحصن والمحصنة والايمان بمحمد والتصديق له ثم يتولون يعنى عن الحق من بعد ذلك يعنى بعد البيان وما أولئك بالمؤمنين يعنى اليهود * قوله تعالى (انا أنزلنا التوراة) الآية * اخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل في قوله انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يعنى هدى من الضلالة ونور من العمى يحكم بها النبيون يحكمون بما في التوراة من لدن موسى إلى عيسى للذين هادوا لهم وعليهم ثم قال ويحكم بها الربانيون والأحبار أيضا بالتوراة بما استحفظوا من كتاب الله من الرجم والايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس في أمر محمد صلى الله عليه وسلم والرجم يقول أظهروا أمر محمد والرجم واخشون في كتمانه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسملوا للذين هادوا الربانيون والأحبار قال أما الربانيون ففقهاء اليهود وأما الأحبار فعلماؤهم قال وذكر لنا ان نبي الله صلى الله
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة