الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٦
معهم بشبان كارهين كانوا قد أسلموا واجتمعوا ببدر على غير موعد فقتلوا ببدر كفارا ورجعوا عن الاسلام وهم هؤلاء الذين سميناهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن إسحاق في قوله ان الذين توفاهم الملائكة قال هم خمسة فتية من قريش علي بن أمية وأبو قيس بن الفاكه وزمعة بن الأسود وأبو العاصي بن منية ابن الحجاج قال ونسيت الخامس * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في الآية قال هم قوم تخلفوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم وتركوا أن يخرجوا معه فمن مات منهم قبل أن يلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ضربت الملائكة وجهه ودبره * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال كان قوم بمكة قد أسملوا فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهوا ان يهاجروا وخافوا فأنزل الله ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم إلى قوله الا المستضعفين * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال هم أناس من المنافقين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فلم يخرجوا معه إلى المدينة وخرجوا مع مشركي قريش إلى بدر فأصيبوا يوم بدر فيمن أصيب فأنزل الله فيهم هذه الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال لما أسر العباس وعقيل ونوفل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس أفد نفسك وابن أخيك قال يا رسول الله ألم نصل قبلتك ونشهد شهادتك قال يا عباس انكم خاصمتم فخصمتم ثم تلا عليه هذه الآية ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا فيوم نزلت هذه الآية كان من أسلم ولم يهاجر فهو كافر حتى يهاجر الا المستضعفين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا حيلة في المال والسبيل الطريق قال ابن عباس كنت أنا منهم من الولدان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال حدثت ان هذه الآية أنزلت في أناس تكلموا بالاسلام من أهل مكة فخرجوا مع عدو الله أبى جهل فقتلوا يوم بدر فاعتذروا بغير عذر فأبى الله أن يقبل منهم وقوله الا المستضعفين قال أناس من أهل مكة عذرهم الله فاستثناهم قال وكان ابن عباس يقول كنت أنا وأمي من الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية نزلت هذه الآية فيمن قتل يوم بدر من الضعفاء في كفار قريش * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال لما بعث النبي صلى الله عليه سلم وظهر ونبع الايمان نبع النفاق معه فأتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال فقالوا يا رسول الله لولا أنا نخاف هؤلاء القوم يعذبونا ويفعلون ويفعلون لأسلمنا ولكنا نشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله فكانوا يقولون ذلك له فلما كان يوم بدر قام المشركون فقالوا لا يتخلف عنا أحد الا هدمنا داره واستبحنا ماله فخرج أولئك الذين كانوا يقولون ذلك القول للنبي صلى الله عليه وسلم معهم فقتلت طائفة منهم وأسرت طائفة قال فاما الذين قتلوا فهم الذين قال الله ان الذي توفاهم الملائكة ظالمي أنفهسم الآية كلها ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها وتتركوا هؤلاء الذين يستضعفونكم أولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ثم عذر الله أهل الصدق فقال الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا يتوجهون له لو خرجوا لهلكوا فأولئك عسى الله ان يعفو عنهم إقامتهم بين ظهري المشركين وقال الذين أسروا يا رسول الله انك تعلم انا كنا نأتيك فنشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله وان هؤلاء القوم خرجنا معهم خوفا فقال الله يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسارى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم صنيعكم الذي صنعتم خروجكم مع المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم وان يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل خرجوا مع المشركين فأمكن منهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال كنت أنا وأمي من المستضعفين أنا من الولدان وأمي من النساء * وأحرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس انه تلا الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان قال كنت أنا وأمي ممن عذر الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في دبر كل صلاة اللهم خلص الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة وضعفة المسلمين من أيدي المشركين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا * وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلى
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة