الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٤
صلى الله عليه وسلم فأنزل عليه وكان إذا أنزل عليه دام بصره مفتوحة عيناه وفرغ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله قال فكنا نعرف ذلك منه فقال للكاتب أكتب لا يستوي القاعدون والمجاهدون في سبيل الله فقام الأعمى فقال يا رسول الله ما ذنبنا فأنزل الله فقلنا للأعمى انه ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم فخاف ان يكون ينزل عليه شئ في أمره فبقى قائما يقول أعوذ بغضب رسول الله فقال للكاتب اكتب غير أولى الضرر * واخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله فسمع بذلك عبد الله بن أم مكتوم الأعمى فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قد أنزل الله في الجهاد ما قد علمت وأنا رجل ضرير البصر لا أستطيع الجهاد فهل لي من رخصة عند الله ان قعدت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمرت في شأنك بشئ وما أدرى هل يكون لك ولأصحابك من رخصة فقال ابن مكتوم اللهم إني أنشدك بصرى فأنزل الله لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر * واخرج عبد بن حميد والطبراني والبيهقي من طريق أبى نضرة عن ابن عباس في الآية قال نزلت في قوم كانت تشغلهم أمراض وأوجاع فأنزل الله عذرهم من السماء * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أنس بن مالك قال نزلت هذه الآية في ابن أم مكتوم غير أولى الضرر لقد رأيته في بعض مشاهد المسلمين معه اللواء * واخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن عبد الله بن شداد قال لما نزلت هذه الآية لا يستوي القاعدون من المؤمنين قام ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله انى ضرير كما ترى فأنزل الله غير أولى الضرر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا انه لما نزلت هذه الآية قال عبد الله ابن أم مكتوم با نبي الله عذري فأنزل الله غير أولى الضرر * وأخرج ابن جرير عن سعيد قال نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله فقال رجل أعمى يا نبي الله فإني أحب الجهاد ولا أستطيع ان أجاهد فنزلت غير أولى الضرر * وأخرج ابن جرير عن السدى قال لما نزلت هذه الآية قال ابن أم مكتوم يا رسول الله انى أعمى ولا أطيق الجهاد فأنزل الله فيه غير أولى الضرر * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير من طريق زياد بن فياض عن أبي عبد الرحمن قال لما نزلت لا يستوي القاعدون قال عمرو بن أم مكتوم يا رب ابتليتني فكيف أصنع فنزلت غير أولى الضرر * وأخرج ابن سعد وابن المنذر من طريق ثابت عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله قال ابن أم مكتوم أي رب أين عذري أي رب أين عذري فنزلت غير أولى الضرر فوضعت بينها وبين الأخرى فكان بعد ذلك يغزو ويقول ادفعوا إلى اللواء وأقيموني بين الصفين فإني لن أفر * وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال نزلت في ابن أم مكتوم أربع آيات لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر ونزل فيه ليس على الأعمى حرج ونزل فيه فإنها لا تعمى الابصار الآية ونزل فيه عبس وتولى فدعا به النبي صلى الله عليه وسلم فأدناه وقربه وقال أنت الذي عاتبني فيك ربى * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال لا يستوي في الفضل القاعد عن العدو والمجاهد درجة يعنى فضيلة وكلا يعنى المجاهد والقاعد المعذور وفضل الله المجاهدين على القاعدين الذين لا عذر لهم أجرا عظيما درجات يعنى فضائل وكان الله غفورا رحيما بفضل سبعين درجة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله غير أولى الضرر قال أهل العذر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة قال على أهل الضرر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة وكلا وعد الله الحسنى أي الجنة والله يؤتى كل ذي فضل فضله * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه ومغفرة قال على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة درجات منه ومغفرة ورحمة قال كان يقال الاسلام درجة والهجرة درجة في الاسلام والجهاد في الهجرة درجة والقتل في الجهاد درجة * وأخرج ابن جرير عن ابن وهب قال سالت ابن زيد عن قول الله تعالى وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه الدرجات هي السبع التي ذكرها في سورة براءة كان لأهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب فقرا حتى بلغ أحسن ما كانوا يعملون قال هذه
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة