الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٠١
يقول تبتغون عرض الحياة الدنيا فلما بلغ فمن الله عليكم يقول فتاب الله عليكم فحلف أسامة أن لا يقاتل رجلا يقول لا إله إلا الله بعد ذلك الرجل وما لقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن الحسن ان ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبوا يتطرقون فلقوا ناسا من العدو فحملوا عليهم فهزموهم فشد رجل منهم فتبعه رجل يريد متاعه فلما غشيه بالسنان قال انى مسلم انى مسلم فأوجره السنان فقتله وأخذ متاعه فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للقاتل أقتلته بعدان قال انى مسلم قال يا رسول الله انما قالها متعوذا قال أفلا شققت عن قلبه قال لم يا رسول الله قال لتعلم أصادق هو أو كاذب قال وكنت عالم ذلك يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما كان يعبر عنه لسانه انما كان يعبر عنه لسانه قال فما لبث القاتل ان مات فحفر له أصحابه فأصبح وقد وضعته الأرض ثم عادوا فحفروا له فأصبح وقد وضعته الأرض إلى جنب قبره قال الحسن فلا أدرى كم قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كم دفناه مرتين أو ثلاثة كل ذلك لا تقبله الأرض فلما رأينا الأرض لا تقبله أخذنا برجليه فألقيناه في بعض تلك الشعاب فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا أهل الاسلام إلى آخر الآية قال الحسن اما والله ما ذاك أن تكون الأرض تجن من هو شر منه ولكن وعظ الله القوم ان لا يعودوا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير من طريق معمر عن قتادة في قوله ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا قال بلغني أن رجلا من المسلمين أغار على رجل من المشركين فحمل عليه فقال له المشرك انى مسلم أشهد أن لا إله إلا الله فقتله المسلم بعد أن قالها فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال للذي قتله أقتلته وقد قال لا إله إلا الله فقال وهو يعتذر يا نبي الله انما قال متعوذا وليس كذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم فهلا شققت عن قلبه ثم مات قاتل الرجل فقبر فلفظته الأرض فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن يقبروه ثم لفظته حتى فعل ذلك به ثلاث مرات فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الأرض أبت ان تقبله فألقوه في غار من الغيران قال معمر وقال بعضهم ان الأرض تقبل من هو شر منه ولكن الله جعله لكم عبرة * وأخرج ابن جرير من طريق أبى الضحى عن مسروق أن قوما من المسلمين لقوا رجلا من المشركين ومعه غنيمة له فقال السلام عليكم انى مؤمن فظنوا أنه يتعوذ بذلك فقتلوه وأخذوا غنيمته فأنزل الله ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا تلك الغنيمة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن سعيد بن جبير قال خرج المقداد بن الأسود في سرية بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمروا برجل في غنيمة له فقال انى مسلم فقتله ابن الأسود فلما قدموا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا قال الغنيمة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال نزل ذلك في رجل قتله أبو الدرداء فذكر من قصة أبى الدرداء نحو القصة التي ذكرت عن أسامة بن زيد ونزل القرآن وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ فقرأ حتى بلغ إلى قوله ان الله كان بما تعملون خبيرا * واخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا قال راعى غنم لقيه نفر من المؤمنين فقتلوه وأخذوا ما معه ولم يقبلوا منه السلام عليكم انى مؤمن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا قال حرم الله على المؤمنين أن يقولوا لمن يشهد أن لا إله إلا الله لست مؤمنا كما حرم عليهم الميتة فهو آمن على ماله ودمه فلا تردوا عليه قوله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أبي رجاء والحسن انهما كانا يقرآن ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم بكسر السين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن مجاهد وأبى عبد عبد الرحمن السلمي انهما كانا يقرآن لمن ألقى إليكم السلام * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله كذلك كنتم من قبل قال تستخفون بايمانكم كما استخفى هذا الراعي بايمانه وفى لفظ تكتمون ايمانكم من المشركين فمن الله عليكم فأظهر الاسلام فأعلنتم ايمانكم فتبينوا قال وعيد من الله مرتين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كذلك كنتم من قبل قال كنتم كفارا حتى من الله عليكم بالاسلام وهداكم له * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مسروق كذلك كنتم من قبل لم
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة