الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٢
تكونوا مؤمنين * وأخرج عبد بن حميد عن النعمان بن سالم انه كان يقول نزلت في رجل من هذيل * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ فتبينوا بالياء * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أسامة قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا لحرقات من جهينة فأدركت رجلا فقال لا إله إلا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا إله إلا الله وقتله قلت يا رسول الله انما قالها فرقا من السلاح قال ألا شققت عن قلبه حتى تعلم قالها أم لا فما زال يكررها على حتى تمنيت انى أسلمت يومئذ * وأخرج ابن سعد عن جعفر بن برقان قال حدثنا الحضرمي رجل من أهل اليمامة قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أسامة بن زيد على جيش قال أسامة فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت أحدثه فقلت فلما انهزم القوم أدركت رجلا فأهويت إليه بالرمح فقال لا إله إلا الله فطعنته فقتلته فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ويحك يا أسامة فكيف لك بلا إله إلا الله ويحك يا أسامة فكيف لك بلا إله إلا الله فلم يزل يرددها على حتى لوددت انى انسلخت من كل عمل عملته واستقبلت الاسلام يومئذ جديدا فلا والله أقاتل أحدا قال لا إله إلا الله بعدما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال قال أسامة بن زيد لا أقاتل رجلا يقول لا إله إلا الله أبدا فقال سعد بن مالك وأنا والله لا أقاتل رجلا يقول لا إله إلا الله أبدا فقال لهما رجل ألم يقل الله وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فقالا قد قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين كله لله * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي عن عقبة بن مالك الليثي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فغارت على قوم فاتبعه رجل من السرية شاهرا فقال الشاذ من القوم انى مسلم فلم ينظر فيما قال فضربه فقتله فنمى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولا شديدا فبلغ القاتل فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القاتل والله ما قال الذي قال الا تعوذا من القتل فاعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وعمن قبله من الناس وأخذ في خطبته ثم قال أيضا يا رسول الله ما قال الذي قال الا تعوذا من القتل فاعرض عنه وعمن قبله من الناس وأخذ في خطبته ثم لم يصبر فقال الثالثة والله يا رسول الله ما قال الذي قال الا تعوذا من القتل فاقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرف المساءة في وجهه فقال إن الله أبى على لمن قتل مؤمنا ثلاث مرار * وأخرج الشافعي وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن المقداد بن الأسود قال قلت يا رسول الله أرأيت ان اختلفت أنا ورجل من المشركين بضربتين فقطع يدي فلما علوته بالسيف قال لا إله إلا الله أضربه أم أدعه قال بل دعه قلت قطع يدي قال إن ضربته بعد أن قالها فهو مثلك قبل أن تقتله وأنت مثله قبل أن يقولها * وأخرج الطبراني عن جندب البجلي قال انى لعند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه بشير من سريته فأخبره بالنصر الذي نصر الله سريته وبفتح الله الذي فتح لهم قال يا رسول الله بينا نحن نطلب القوم وقد هزمهم الله تعالى إذ لحقت رجلا بالسيف فلما خشى ان السيف واقعه وهو يسعى ويقول انى مسلم انى مسلم قال فقتلته فقال يا رسول الله انما تعوذ فقال فهلا شققت عن قلبه فنظرت أصادق هو أم كاذب فقال لو شققت عن قلبه ما كان علمي هل قلبه الا مضغة من لحم قال لا ما في قلبه نعم ولا لسانه صدقت قال يا رسول الله استغفر لي قال لا أستغفر لك فمات ذلك الرجل فدفنوه فأصبح على وجه الأرض ثم دفنوه فأصبح على وجه الأرض ثلاث مرات فلما رأوا ذلك استحيوا وخزوا مما لقى فاحتملوه فألقوه في شعب من تلك الشعاب * قوله تعالى (لا يستوي القاعدون) الآية * أخرج ابن سعد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والبغوي في معجمه والبيهقي في سننه عن البراء بن عازب قال لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين قال النبي صلى الله عليه وسلم ادع فلانا وفى لفظ ادع زيدا فجاء ومعه الدواة واللوح والكتف فقال اكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله وخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله انى ضرير فنزلت مكانها لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله * وأخرج ابن سعد وأحمد وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود والترمذي وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة