الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٩
أحزنني شئ حزني وفاته حين بلغني لأنه قل أحد ممن هاجر من قريش الا معه بعض أهله أوذي رحمه ولم يكن معي أحد من بنى أسد بن عبد العزى ولا أرجو غيره * وأخرج ابن سعد عن المغيرة بن عبد الرحمن الخزاعي عن أبيه قال خرج خالد بن حزام مهاجرا إلى أرض الحبشة في المرة الثانية فنهش في الطريق فمات قبل ان يدخل أرض الحبشة فنزلت فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله الآية * وأخرج ابن جرير من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب ان أهل المدينة يقولون من خرج فاصلا وجب سهمة وتأولوا قوله تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله يعنى من مات ممن خرج إلى الغزو بعد انفصاله من منزلة قبل ان يشهد الوقعة فله سهمه من المغنم * وأخرج ابن سعد وأحمد والحاكم وصححه عن عبد الله بن عتيك سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من خرج من بيته مجاهدا في سبيل الله وأين المجاهدون في سبيل الله فخر عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله أو لدغته دابة فمات فقد وقع أجره على الله أو مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله يعنى بحتف أنفه على فراشه والله انها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قتل قعصا فقد استوجب الجنة * وأخرج أبو يعلى والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة فال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج يوم القيامة ومن خرج معتمرا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ومن خرج غازيا في سبيل الله كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة * قوله تعالى (وإذا ضربتم في الأرض) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن الجارود وابن خزيمة والطحاوي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وابن حبان عن يعلى بن أمية قال سألت عمر بن الخطاب قلت ليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا وقد أمن الناس فقال لي عمر عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صفقته * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن أبي حنظلة قال سألت ابن عمر عن صلاة السفر فقال ركعتان فقلت فأين قوله تعالى ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا ونحن آمنون فقال سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن ماجة وابن حبان والبيهقي في سننه عن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسد انه سأل ابن عمر أرأيت قصر الصلاة في السفر انا لا نجدها في كتاب الله انما نجد ذكر صلاة الخوف فقال ابن عمر يا ابن أخي ان الله أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئا فإنما نفعل كما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل وقصر الصلاة في السفر سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن حارثة بن وهب الخزاعي قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر بمنى أكثر ما كان الناس وآمنه ركعتين * وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وصححه والنسائي عن ابن عباس قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة ونحن آمنون لا نخاف شيئا ركعتين * وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال سافرت إلى مكة فكنت أصلى ركعتين فلقيني قراء من أهل هذه الناحية فقالوا كيف تصلى قلت ركعتين قالوا أسنة أو قرآن قلت كل سنة وقرآن صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قالوا انه كان في حرب قلت قال الله لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لندخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون وقال وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة فقرأ حتى بلغ فإذا اطمأننتم * وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وصححه والنسائي عن ابن عباس قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة ونحن آمنون لا نخاف شيئا ركعتين * وأخرج ابن جرير عن علي قال سال قوم من التجار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انا نضرب في الأرض فكيف نصلى فأنزل الله وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ثم انقطع الوحي فلما كان بعد ذلك بحول غزا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر فقال المشركون لقد أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم هلا شددتم عليهم فقال قائل منهم ان لهم مثلها أخرى في أثرها فأنزل الله بين الصلاتين ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا انا الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا وإذا كنت فيهم فما قمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك إلى قوله ان الله أعد للكافرين عذابا مهينا فنزلت صلاة الخوف * وأخرج ابن أبي شيبة
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة