الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٨
بالتنعيم فنزلت هذه الآية ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله * وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن سعيد بن جبير قال لما نزلت هذه الآية لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر رخص فيها قومن من المسلمين ممن بمكة من أهل الضرر حتى نزلت فضيلة المجاهدين على القاعدين ورخص لأهل الضرر حتى نزلت ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم إلى قوله وساءت مصيرا قالوا هذه موجبة حتى نزلت الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فقال ضمرة بن العيص أحد بنى ليث وكان مصاب البصر انى لذو حيلة لي مال فاحملوني فخرج وهو مريض فأدركه الموت عند التنعيم فدفن عند مسجد التنعيم فنزلت فيه هذه الآية ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال لما أنزل الله هؤلاء الآيات ورجل من المؤمنين يقال له ضمرة ولفظ عبد سبرة بمكة قال والله ان لي من المال ما يبلغني إلى المدينة وأبعد منها وإني لأهتدي إلى المدينة فقال لأهله أخرجوني وهو مريض يومئذ فلما جاوزا الحرم قبضه الله فمات فأنزل الله ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله الآية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير من وجه آخر عن قتادة لما نزلت ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قال رجل من المسلمين يومئذ وهو مريض والله مالي من عذر أني لدليل بالطريق وأني لموسر فاحملوني فحملوه فأدركه الموت بالطريق فنزل فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال لما أنزل الله ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم الآيتين قال رجل من بنى ضمرة وكان مريضا أخرجوني إلى الروح فأخرجوه حتى إذا كان بالحصحاص مات فنزل فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله الآية * وأخرج ابن جرير عن علباء بن أحمر قوله ومن يخرج من بيته الآية قال نزلت في رجل من خزاعة * وأخرج ابن جرير عن السدى قال لما سمع هذه يعنى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفهسم الآية ضمرة بن جندب الضمري قال لأهله وكان وجعا أرحلوا راحلتي فان الأخشبين قد غماني يعنى جبلي مكة لعلى ان أخرج فيصيبني روح فقعد على راحلته ثم توجه نحو المدينة فمات في الطريق فأنزل الله ومن يخرج من بيته مهاجر الآية وأما حين توجه إلى المدينة فإنه قال اللهم إني مهاجر إليك والى رسولك * وأخرج سنيد وابن جرير عن عكرمة قال لما نزلت ان الذين توفاهم الملائكة الآية قال ضمرة بن جندب الجندعي اللهم أبلغت المعذرة والحجة ولا معذرة لي ولا حجة ثم خرج وهو شيخ كبير فمات ببعض الطريق فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مات قبل أن يهاجر فلا ندري أعلى ولاية أم لا فنزلت ومن يخرج من بيته الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال لما أنزل الله في الذين قتلوا مع مشركي قريش ببدر إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم الآية سمع بما أنزل الله فيهم رجل من بنى ليث كان على دين النبي صلى الله عليه وسلم مقيما بمكة وكان ممن عذر الله كان شيخا كبيرا فقال لأهله ما أنا ببائت الليلة بمكة فخرجوا به حتى إذا بلغ التنعيم من طريق المدينة أدركه الموت فنزل فيه ومن يخرج من بيته الآية * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال نزلت في رجل من بنى ليث أحد بنى جندع * وأخرج ابن سعد وابن المنذر عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ان جندع بن ضمرة الجندعي كان بمكة فمرض فقال لبنيه أخرجوني من مكة فقد قتلني غمها فقالوا إلى أين فأومأ بيده نحو المدينة يريد الهجرة فخرجوا به فلما بلغوا إضاءة بنى غفار مات فأنزل الله فيه ومن يخرج من بيته الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال هاجر رجل من بنى كنانة يريد النبي صلى الله عليه وسلم فمات في الطريق فسخر به قوم استهزؤا به وقالوا لا هو بلغ الذي يريد ولا هو أقام في أهله يقومون عليه ويدفن فنزل القرآن ومن يخرج من بيته الآية * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال خرج رجل من مكة بعد ما أسلم وهو يريد النبي وأصحابه فأدركه الموت في الطريق فمات فقالوا ما أدرك هذا من شئ فأنزل الله ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله الآية * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق هشام بن عروة عن أبيه ان الزبير بن العوام قال هاجر خالد بن حزام إلى أرض الحبشة فنهشته حية في الطريق فمات فنزلت فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما * قال الزبير وكنت أتوقعه وأنتظر قدومه وأنا بأرض الحبشة فما
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة