الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٩٨
ابن عبيد يقول يؤتى بي يوم القيامة فأقام بين يدي الله فيقول لي لم قلت إن القاتل في النار فأقول أنت قلته ثم تلا هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قلت له وما في البيت أصغر منى أرأيت ان قال لك فإني قد قلت إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء من أين علمت انى لا أشاء أن أغفر قال فما استطاع أن يرد على شيئا * وأخرج عبد بن حميد عن أبي إسحاق قال أتى رجل عمر فقال لقاتل المؤمن توبة قال نعم ثم قرأ حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قاتل المؤمن قال كان يقال له توبة إذا ندم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مثله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن كردم عن ابن عباس قال أتاه رجل فقال ملأت حوضي أنتظر طميتي ترد على فلم أستيقظ الا ورجل أشرع ناقته فثلم الحوض وسال الماء فقمت فزعا فضربته بالسيف فقتلته فقال ليس هذا مثل الذي قال فأمره بالتوبة قال سفيان كان أهل العلم إذا سئلوا قالوا لا توبة له فإذا ابتلى رجل قالوا كذبت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عبد الله بن جعفر قال كفارة القتل القتل * وأخرج عبد بن حميد والنحاس عن سعد بن عبيدة ان ابن عباس كان يقول لمن قتل مؤمنا توبة قال فجاءه رجل فسأله المن قتل مؤمنا توبة قال لا الا النار فلما قام الرجل قال له جلساؤه ما كنت هكذا تفتينا كنت تفتينا ان لمن قتل مؤمنا توبة مقبولة فما شأن هذا اليوم قال انى أظنه رجل يغضب يريد أن يقتل مؤمنا فبعثوا في أثره فوجدوه كذلك * وأخرج النحاس عن نافع وسالم ان رجلا سأل عبد الله بن عمر كيف ترى في رجل قتل رجلا عمدا قال أنت قتلته قال نعم قال تب إلى الله يتب عليك * وأخرج عبد بن حميد عن زيد بن أسلم قال ليس للقاتل توبة الا أن يقاد منه أو يعفى عنه أو تؤخذ منه الدية * وأخرج عبد ابن حميد عن سفيان قال بلغنا أن الذي يقتل متعمدا فكفارته أن يقيد من نفسه أو ان يعفى عنه أو تؤخذ منه الدية فان فعل به ذلك رجونا أن تكون كفارته ويستغفر ربه فان لم يفعل من ذلك شيئا فهو في مشيئة الله ان شاء غفر له وان شاء لم يغفر له فقال سفيان فإذا جاءك من لم يقتل فشدد عليه ولا ترخص له لكي يفرق وان كان ممن قتل فسألك فأخبره لعله يتوب ولا تؤيسه * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال لان أتوب من الشرك أحب إلى من أن أتوب من قتل المؤمن * وأخرج أحمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لقى الله لا يشرك به شيئا وأدى زكاة ماله طيبة بها نفسه محتسبا وسمع وأطاع فله الجنة وخمس ليس لهن كفارة الشرك بالله وقتل النفس بغير حق وبهت مؤمن والفرار من الزحف ويمين صابرة تقتطع بها مالا بغير حق * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال إن الرجل ليقتل يوم القيامة ألف قتله قال أبو زرعة بضروب ما قتل * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء * واخرج ابن المنذر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله للدنيا وما فيها أهون على الله من قتل مسلم بغير حق * وأخرج النسائي والنحاس عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عمرو قال قتل المؤمن أهون عند الله من زوال الدنيا * وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا * وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن مسعود قال لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما نقيت كفه من الدم فإذا غمس يده في الدم الحرام نزع حياؤه * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يجئ الرجل آخذا بيد الرجل فيقول يا رب هذا قتلني قال لم قتلته فيقول لتكون العزة لك فيقول فإنها لي ويجئ الرجل آخذ بيد الرجل فيقول رب قتلني هذا فيقول الله لم قتلت هذا فيقول قتلته لتكون العزة لفلان فيقول انها ليست له بؤ بإثمه * وأخرجه ابن أبي شيبة عن عمرو بن شرحبيل موقوفا * وأخرج البيهقي عن أبي الدرداء قال يجلس المقتول يوم القيامة فإذا مر الذي قتله قام فاخذه فينطلق فيقول يا رب سله لم قتلني فيقول فيم قتلته فيقول أمرني فلان فيعذب القاتل والآمر * وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن أبي سعيد
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة