الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٩٩
وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله جميعا في النار * وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب والإصبهاني في الترغيب عن البراء بن عازب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لزوال الدنيا وما فيها أهون عند الله من قتل مؤمن ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال قتل بالمدينة قتيل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم من قتله فصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال أيها الناس قتل قتيل وأنا فيكم ولا نعلم من قتله ولو اجتمع أهل السماء والأرض على قتل امرئ لعذبهم الله الا أن يفعل ما يشاء * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن جندب البجلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من ذم مسلم أن يهريقه كلما تعرض لباب من أبواب الجنة حال بينه وبينه * وأخرج الأصبهاني عن أبا الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما فإذا أصاب دما حراما بلح * وأخرج الأصبهاني عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن الثقلين اجتمعوا على قتل مؤمن لا كبهم الله على مناخرهم في النار وان الله حرم الجنة على القاتل والآمر * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن رجل من الصحابة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمت النار سبعين جزأ للآمر تسعة وستين وللقاتل جزأ * وأخرج البيهقي عن محمد بن عجلان قال كنت بالإسكندرية فحضرت رجلا الوفاة لم نر من خلق الله أحدا كان أخشى لله منه فكنا نلقنه فيقبل كلما لقناه من سبحان الله والحمد لله فإذا جاءت لا إله إلا الله أبى فقلنا له ما رأينا من خلق الله أحدا كان أخشى لله منك فنلقنك فتلقن حتى إذا جاءت لا إله إلا الله أبيت قال إنه حيل بيني وبينهما وذلك انى قتلت نفسا في شبيبتي * وأخرج ابن ماجة وابن مردويه والبيهقي عن عقبة بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يلقى الله لا يشرك به شيئا لم يتند بدم حرام الا أدخل الجنة من أي أبواب الجنة شاء * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري قال كنت جالسا عند سالم بن عبد الله في نفر من أهل المدينة فقال رجل ضرب الأمير آنفا رجلا أسواطا فمات فقال سالم عاب الله على موسى عليه السلام في نفس كافر قتلها * وأخرج البيهقي عن شهر بن حوشب أن أعرابيا أتى أبا ذر فقال إنه قتل حاج بيت الله ظالما فهل له من مخرج فقال له أبو ذر ويحك أحي والداك قال لا قال فأحدهما قال لا فال لو كانا حيين أو أحد هما لرجوت لك وما جدلك مخرجا الا في إحدى ثلاث قال وما هن قال هل تستطيع أن تحييه كما قتلته قال لا والله قال فهل تستطيع أن لا تموت قال لا والله ما من الموت بد فما الثالثة قال هل تستطيع أن تبتغى نفقا في الأرض أو سلما في السماء فقام الرجل وله صراخ فلقيه أبو هريرة فسأله فقال ويحك حيان ولداك قال لا قال لو كانا حيين أو أحدهما لرجوت لك ولكن أغز في سبيل الله وتعرض للشهادة فعسى * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم) الآية * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لحق ناس من المسلمين رجلا معه غنيمة له فقال السلام عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته فنزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا إلى قوله عرض الحياة الدنيا قال تلك الغنيمة قال قرأ ابن عباس السلام * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني والترمذي وحسنه وعبد بن حميد وصححه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس قال مر رجل من بنى سليم بنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسوق غنما له فسلم عليهم فقالوا ما سلم علينا الا ليتعوذ منه فعمدوا له فقتلوه وأتوا بغنمه النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم الآية * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير والطبراني وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم الحرث بن ربعي أبو قتادة ومحلم بن جثامة بن قيس الليثي فخرجنا حتى إذا كنا ببطن أضم مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قعود له معه متيع له وقطب من لبن فلما مر بنا سلم علينا بتحية الاسلام فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة لشئ كان بينه وبينه فقتله وأخذ بعيره ومتاعه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن يا أيها الذين آمنوا إذا
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة