الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٩٣
كان حلف على الحارث بن يزيد مولى بنى عامر بن لؤي ليقتلنه وكان الحارث يومئذ مشركا وأسلم الحارث ولم يعلم به عياش فلقيه بالمدينة فقتله وكان قتله ذلك خطا * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في سننه من طريق عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه ان الحارث بن زيد كان شديدا على النبي صلى الله عليه وسلم فجاء وهو يريد الاسلام وعياش لا يشعر فلقيه عياش بن أبي ربيعة فحمل عليه فقتله فأنزل الله وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال نزلت في رجل قتله أبو الدرداء كانوا في سرية فعدل أبو الدرداء إلى شعب يريد حاجة له فوجد رجلا من القوم في غنم له فحمل عليه السيف فقال لا إله إلا الله فضربه ثم جاء بغنمه إلى القوم ثم وجد في نفسه شيئا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم الا شققت عن قلبه فقال ما عسيت أجد هل هو يا رسول الله الا دم أو ماء فقال فقد أخبرك بلسانه فلم تصدقه قال كيف بي يا رسول الله قال فكيف بلا إله إلا الله قال فكيف بي يا رسول الله قال فكيف بلا إله إلا الله حتى تمنيت ان يكون ذلك مبتدأ إسلامي قال ونزل القرآن وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ حتى بلغ الا أن يصدقوا قال الا أن يضعوها * وأخرج الروياني وابن منده وأبو نعيم معا في المعرفة عن بكر بن حارثة الجهني قال كنت في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتتلنا نحن والمشركون وحملت على رجل من المشركين فتعوذ منى بالاسلام فقتلته فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وأقصاني فأوحى الله إليه وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ الآية فرضى عنى وأدناني * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله فتحرير رقبة مؤمنة قال يعنى بالمؤمنة من قد عقل الايمان وصام وصلى وكل رقبة في القرآن لم تسم مؤمنة فإنه يجوز المولود فما فوقه ممن ليس به زمانة وفى قوله ودية مسلمة إلى أهله الا ان يصدقوا قال عليه الدية مسلمة الا أن يتصدق بها عليه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال في حرف أبى فتحرير رقبة مؤمنة لا يجزى فيها صبي * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والبيهقي في سننه عن أبي هريرة ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء فقال يا رسول الله ان على عتق رقبة مؤمنة فقال لها أين الله فأشارت إلى السماء بإصبعها فقال لها من أنا فأشارت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى السماء أي أنت رسول الله فقال أعتقها فإنها مؤمنة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال إن على رقبة مؤمنة وعندي أمة سوداء فقال ائتني بها فقال أتشهدين أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالت نعم قال أعتقها * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد عن رجل من الأنصار انه جاء بأمة له سوداء فقال يا رسول الله ان على رقبة مؤمنة فان كنت ترى هذه مؤمنة أعتقها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهدين أن لا إله إلا الله قالت نعم قال أتشهدين انى رسول الله قالت نعم قال تؤمنين بالبعث بعد الموت قالت نعم قال أعتقها فإنها مؤمنة * وأخرج الطيالسي ومسلم وأبو داود النسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن معاوية بن الحكم السلمي انه لطم جارية له فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك قال فقلت يا رسول الله أفلا أعتقها قال بلى ائتني بها قال فجئت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها أين الله قالت الله في السماء قال فمن انا قالت أنت رسول الله قال إنها مؤمنة فأعتقها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب في قوله ودية مسلمة قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضها مائة من الإبل * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن المنذر عن ابن مسعود قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم دية الخطأ عشرين بنت مخاض وعشرين بنى مخاض ذكورا وعشرين بنت لبون وعشرين جذعة وعشرين حقة * وأخرج أبو داود وابن المنذر عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل الدية اثنى عشر ألفا * وأخرج ابن المنذر عن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به مع عمرو بن حزم وفيه وعلى أهل الذهب ألف دينار يعنى في الدية * وأخرج أبو داود عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في الدية على أهل الإبل مائة من الإبل وعلى أهل البقر مائتي بقرة وعلى أهل الشاء ألفي شاة وعلى أهل الحلل مائتي حلة وعلى أهل القمح شئ لم يحفظه محمد بن إسحاق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة