الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٩٦
فنزلت فيه بعد قتل النفس وأخذ الدية وارتد على الاسلام ولحق بمكة كافرا ومن يقتل مؤمنا متعمدا * وأخرج البيهقي في شعب الايمان من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثله سواء * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير والطبراني من طريق سعيد بن جبير قال اختلف أهل الكوفة في قتل المؤمن فرحلت فيها إلى ابن عباس فسألته عنها فقال نزلت هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم هي آخر ما نزل وما نسخها شئ * وأخرج أحمد وسعيد بن منصور والنسائي وابن ماجة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والطبراني من طريق سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس ان رجلا أتاه فقال أرأيت رجلا قتل رجلا متعمدا قال جزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما قال لقد نزلت في آخر ما نزل ما نسخها شئ حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وما نزل وحى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرأيت ان تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى قال وأنى له بالتوبة وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثكلته أمه رجل قتل رجلا متعمدا يجئ يوم القيامة آخذا قاتله بيمينه أو بيساره وآخذا رأسه بيمينه أو بشماله تشخب أوداجه دما في قبل العرش يقول يا رب سل عبدك فيم قتلني * واخرج الترمذي وحسنه من طريق عمر بن دينار عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجئ المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده وأوداجه تشخب دما يقول يا رب قتلني هذا حتى يدنيه من العرش قال فذكروا لابن عباس النوبة فتلا هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا قال ما نسخت هذه الآية ولا بدلت وأنى له التوبة * واخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير عن سعيد بن جبير قال قال لي عبد الرحمن بن أبزي سل ابن عباس عن قوله ومن يقتل مؤمنا متعمد فجزاؤه جهنم فقال لم ينسخها شئ وقال في هذه الآية والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية قال نزلت في أهل الشرك * وأخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير والحاكم وابن مردويه عن سعيد بن جبير أن عبد الرحمن بن أبزي سأله ان يسال ابن عباس عن هاتين الآيتين التي في النساء ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم إلى آخر الآية والتي في الفرقان ومن يفعل ذلك يلق آثاما الآية قال فسألته فقال إذا دخل الرجل في الاسلام وعلم شرائعه وأمره ثم قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم لا توبة له وأما التي في الفرقان فإنها لما أنزلت قال المشركون من أهل مكة فقد عدلنا بالله وقتلنا النفس التي حرم الله بغير الحق وأتينا الفواحش فما نفعنا الاسلام فنزلت الامن تاب الآية فهي لأولئك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شهر ابن حوشب قال سمعت ابن عباس يقول نزلت هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم بعد قوله الامن تاب وآمن وعمل صالحا بسنة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا بعد التي في سورة الفرقان بثماني سنين وهي قوله والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلى قوله غفورا رحيما * وأخرج ابن جرير والنحاس والطبراني عن سعيد بن جبير قال سألت ابن عباس هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة قال لا فقرأت عليه الآية التي في الفرقان والذين لا يدعون مع الله إلها آخر فقال هذه الآية مكية نسختها آية مدنية ومن يقتل مؤمنا متعمدا الآية * واخرج عبد الرزاق وابن جرير عن زيد بن ثابت قال نزلت الشديدة بعد الهينة بستة أشهر يعنى ومن يقتل مؤمنا متعمدا بعد أن الله لا يغفر ان يشرك به * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن ثابت قال نزلت الشديدة بعد الهينة بستة أشهر قوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا بعد قوله والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلى آخر الآية * وأخرج أبو داود وابن جرير والنحاس والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن زيد بن ثابت قال نزلت الآية التي في سورة النساء بعد الآيات التي في سورة الفرقان بستة أشهر * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن زيد بن ثابت قال لما نزلت هذه الآية في الفرقان والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية عجبنا للينها فلبثنا سبعة أشهر ثم نزلت التي في النساء ومن يقتل مؤمنا متعمدا الآية * وأخرج عبد الرزاق عن الضحاك قال بينهما ثماني سنين التي في النساء بعد التي في الفرقان * وأخرج سموية في فوائد عن زيد بن ثابت قال نزلت هذه التي في النساء بعد قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء بأربعة أشهر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال أكبر الكبائر
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة