وألبانها فشربوا حتى صحوا وسمنوا فعمدوا إلى راعى النبي صلى الله عليه وسلم فقتلوه واستاقوا الإبل وارتدوا عن الاسلام وجاء جبريل فقال يا محمد ابعث في آثارهم فبعث ثم قال ادع بهذا الدعاء اللهم ان السماء سماؤك والأرض أرضك والمشرق مشرقك والمغرب مغربك اللهم ضيق 7 من مسك حمل حتى تقدرني عليهم فجاؤوا بهم فأنزل الله تعالى انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية فأمره جبريل ان من أخذ المال وقتل يصلب ومن قتل ولم يأخذ المال يقتل ومن أخذ المال ولم يقتل تقطع يده ورجله من خلاف وقال ابن عباس هذا الدعاء لكل آبق ولكل من ضلت له ضالة من انسان وغيره يدعو هذا الدعاء ويكتب في شئ ويدفن في مكان نظيف الا قدرة الله عليه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وعطاء الخراساني في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية قال هذا الذي يقطع الطريق فهو محارب فان قتل وأخذ مالا صلب وان قتل ولم يأخذ مالا قتل وان أخذ مالا ولم يقتل قطعت يده ورجله وان أخذ قبل ان يفعل شيئا من ذلك نفى وأما قوله الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فهؤلاء خاصة ومن أصاب دما ثم تاب من قبل ان يقدر عليه أهدر عنه ما مضى * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن عطاء ومجاهد قالا الامام في ذلك مخبران شاء قتل وان شاء قطع ان شاء صلب وان شاء نفى * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب والحسن والضحاك في الآية قالوا الامام مخير في المحارب يصنع به ما شاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال كان قوم بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ميثاق فنقضوا العهد وقطعوا السبل وأفسدوا في الأرض فخير الله نبيه فيهم ان شاء قتل وان شاء صلب وان شاء قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض قال هوان يطلبوا حتى يعجزوا فمن تاب قبل ان يقدروا عليه قبل ذلك منه * وأخرج أبو داود في ناسخه عن الضحاك قال نزلت هذه الآية في المشركين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال نفيه ان يطلبه الامام حتى يأخذه أقام على إحدى هذه المنازل التي ذكر الله بما استحل * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله أو ينفوا من الأرض قال من بلد إلى بلد * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال ينفى حتى لا يقدر عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الزهري في قوله أو ينفوا من الأرض قال نفيه ان يطلب فلا يقدر عليه كلما سمع به في أرض طلب * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس في الآية قال يخرجوا من الأرض أينما أدركوا اخرجوا حتى يلحقوا بأرض العدو * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في الآية قال من أخاف سبيل المؤمنين نفى من بلد إلى غيره * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ويسعون في الأرض فسادا قال الزنا والسرقة وقتل النفس وهلاك الحرث والنسل * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي وسعيد بن جبير قالا إن جاء تائبا لم يقطع مالا ولا سفك دما فذلك الذي قال الله الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب الاشراف ابن جرير وابن أبي حاتم عن الشعبي قال كان حارثة بن بدر التميمي من أهل البصرة قد أفسد في الأرض وحارب وكلم رجالا من قريش ان يستأمنوا له عليا فأبوا فأتى سعيد بن قيس الهمداني فأتى عليا فقال يا أمير المؤمنين ما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا قال إن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ثم قال الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فقال سعيد وان كان حارثة بن بدر فقال هذا حارثة بن بدر قد جاء تائبا فهو آمن قال نعم قال فجاء به إليه فبايعه وقبل ذلك منه وكتب له أمانا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن الأشعث عن رجل قال صلى رجل مع أبي موسى الأشعري الغداة ثم قال هذا مقام العائذ التائب أنا فلان بن فلان أنا كنت ممن حارب الله ورسوله وجئت تائبا من قبل أن يقدر على فقال أبو موسى ان فلان بن فلان كان ممن حارب الله ورسوله وجاء تائبا من قبل ان يقدر عليه فلا يعرض له أحد الا بخير فان يك صادقا فسبيلي ذلك وان يك كاذبا فلعل الله ان يأخذه بذنبه * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء انه سئل عن رجل سرق سرقة فجاء تائبا من غير أن يؤخذ عليه هل عليه حد قال لا ثم قال الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم الآية * وأخرج أبو داود في ناسخه عن السدى في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله قال سمعنا انه إذا قتل قتل وإذا أخذ المال ولم يقتل قطعت يده بالمال ورجله بالمحاربة وإذا قتل وأخذ المال قطعت يده ورجلاه وصلب الا الذين تابوا من
(٢٧٩)