الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٤
يقول انما يتقبل الله من المتقين * واخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى عن علي بن أبي طالب قال لا يقل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل * وأخرج ابن أبي الدنيا عن عمر بن عبد العزيز انه كتب إلى رجل أوصيك بتقوى الله الذي لا يقبل غيرها ولا يرحم الا عليها ولا يثيب الا عليها فان الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل * وأخرج ابن أبي الدنيا عن يزيد العيص سألت موسى بن أعين عن قوله عز وجل انما يتقبل الله من المتقين قال تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة ان يقعوا في الحرام فسماهم الله متقين * وأخرج ابن أبي الدنيا عن فضالة بن عبيد قال لان أكون اعلم أن الله يقبل منى مثقال حبة من خردل أحب إلى من الدنيا وما فيها فان الله يقول انما يتقبل الله من المتقين * وأخرج سعد وابن أبي الدنيا عن قتادة قال قال عامر بن عبد قيس آية في القرآن أحب إلى من الدنيا جميعا ان أعطاه أن يجعلني الله من المتقين فإنه قال انما يتقبل الله من المتقين * وأخرج ابن أبي الدنيا عن همام بن يحيى قال بكى عامر بن عبد الله عند الموت فقيل له ما يبكيك قال آية في كتاب الله فقيل له أية آية قال انما يتقبل الله من المتقين * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبل عمل عبد حتى يرضى عنه * وأخرج ابن أبي شيبة عن ثابت قال كان مطرف يقول اللهم تقبل منى صيام يوم اللهم اكتب لي حسنة ثم يقول انما يتقبل الله من المتقين * وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في قوله انما يتقبل الله من المتقين قال الذين يتقون الشرك * وأخرج ابن عساكر عن هشام بن يحيى عن أبيه قال دخل سائل إلى ابن عمر فقال لابنه اعطه دينارا فأعطاه فلما انصرف قال ابنه تقبل الله منك يا أبتاه فقال لو علمت أن الله تقبل منى سجدة واحدة أو صدقة درهم لم يكن غائب أحب إلى من الموت تدرى ممن يتقبل الله انما يتقبل الله من المتقين * قوله تعالى (لئن بسطت إلى يدك) الآية * أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله لئن بسطت إلى يدك الآية قال كان كتب عليهم إذا أراد الرجل رجلا تركه ولا يمتنع منه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال كانت بنو إسرائيل كتب عليهم إذا الرجل بسط يده إلى الرجل لا يمتنع عنه حتى يقتله أو يدعه فذلك قوله لئن بسطت الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله انى أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك قال بقتلك إياي وإثمك قال بما كان منك قبل ذلك * وأخرج عن قتادة والضحاك مثله * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل انى أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك قال ترجع بإثمي وإثمك الذي عملت فتستوجب النار قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر يقول من كان كاره عيشه فليأتنا * يلقى المنية أو يبوء عناء * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن سعد بن أبي وقاس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي قال أفرأيت ان دخل على بيتي فبسط إلى يده ليقتلني قل كن كابن آدم وتلا لئن بسطت إلى يدك لتقتلني الآية * وأخرج أحمد ومسلم والحاكم عن أبي ذر قال ركب النبي صلى الله عليه وسلم حمارا وأرد فنى خلفه فقال يا أبا ذر أرأيت ان أصاب الناس جوع لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك كيف تصنع قلت الله ورسوله أعلم قال تعفف يا أبا ذر أرأيت ان أصاب الناس موت شديد يكون البيت فيه بالعبد يعنى القبر قلت الله ورسوله أعلم قال اصبر يا أبا ذر قال أرأيت ان قتل الناس بعضهم بعضا حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء كيف تصنع قلت الله ورسوله أعلم قال اقعد في بيتك وأغلق بابك قلت فان لم أترك قال فائت من أنق منهم فكن فيهم قلت فآخذ سلاحي قال اذن تشاركهم فيما هم فيه ولكن ان خشيت أن يروعك شعاع السيف فالق طرف ردائك على وجهك حي يبوء بإثمه وإثمك فيكون من أصحاب النار * وأخرج البيهقي عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اكسروا سيفكم يعني في الفتنة واقطعوا أوتاركم والزموا أجواف البيوت وكونوا فيها كالخير من ابني آدم * وأخرج ابن مردويه عن حذيفة قال لئن اقتتلتم لأنظرن أقصى بيت في داري فلا لجنه فإن دخل على فلأتلون ها بؤ بإثمي وإثمك كخير ابني آدم * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن أبي نضرة قال دخل أبو سعيد الخدري يوم الحرة غارا فدخل عليه الغار رجل ومع أبى سعيد السيف فوضعه أبو سعيد وقال بؤ بإثمي وإثمك وكن من أصحاب
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة