الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٧
قتل قابيل هابيلا أخاه * فواحزنا مضى الوجه المليح فأجابه إبليس عليه اللعنة تنح عن البلاد وساكنيها * فبي في الخلد ضاق بك الفسيح وكنت بها وزوجك في رخاء * وقلبك من أذى الدنيا مريح فما انفكت مكايدتي ومكري * إلى أن فاتك الثمن الربيح * قوله تعالى (من أجل ذلك كتبنا) الآية * أخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل يقول من أجل ابن آدم الذي قتل أخاه ظلما * وأخر ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا عند المقتول يقول في الاثم ومن أحياها فاستنقذ ها من هلكة فلكأنما أحيا الناس جميعا عند المستنقذ * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله فكأنما قتل الناس جميعا قال أوبق نفسه كما لو قتل الناس جميعا وفى قوله من أحياها قال من سلم من قتلها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال احياؤها أن لا يقتل نفسا حرمها الله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال من قتل نبيا أو امام عدل فكأنما قتل الناس جميعا * وأخرج ابن سعد عن أبي هريرة قال دخلت على عثمان يوم الدار فقلت جئت لا نصرك فقال يا أبا هريرة أيسرك أن تقتل الناس جميعا وإياي معهم قلت لا قال فإنك ان قتلت رجلا واحدا فكأنما قتلت الناس جميعا فانصرف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فكأنما قتل الناس جميعا قال هذه مثل التي في سورة النساء من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالد فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدله عذابا عظيما يقول لو قتل الناس جميعا لم يزد على مثل ذلك من العذاب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا قال في الوزر ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا قال في الاجر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ومن أحياها قال من أنجاها من غرق أو حرق أو هدم أو هلكة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله ومن أحياها قال من قتل حميم فعفا عنه فكأنما أحيا الناس جميعا * وأخرج ابن جرير عن الحسن انه قيل له في هذه الآية أهي لنا كما كانت لبني إسرائيل قال أي والذي لا إله غيره * قوله تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله * أخرج أبو داود والنسائي عن ابن عباس في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله قال نزلت في المشركين منهم من تاب قبل أن يقدر عليه لم يكن عليه سبيل وليست تحرز هذه الآية الرجل المسلم من الحد ان قتل أو أفسد في الأرض أو حارب الله ورسوله ثم لحق بالكفار قبل أن يقدروا عليه لم يمنعه ذلك أن يقام فيه الحد الذي أصابه * وأخرج ابن جرير والطبراني في الكبير عن ابن عباس في هذه الآية قال كان قوم من أهل الكتاب بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد وميثاق فنقضوا العهد وأفسدوا في الأرض فخير الله نبيه فيهم ان شاء ان يقتل وان شاء ان يصلب وان شاء ان يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وأما النفي فهو الهرب في الأرض فان جاء تائبا فدخل في الاسلام قبل منه ولم يؤخذ بما سلف * وأخرج ابن مردويه عن ابن سعد قال نزلت هذه الآية في الحرورية انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية * وأخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والنحاس في ناسخه والبيهقي في الدلائل عن أنس ان نفرا من عكل قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا وآمنوا فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من أبوالها فقتلوا راعيها واستاقوها فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في طلبهم فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم ولم يحسمهم وتركهم حتى ماتوا فأنزل الله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية * وأخرج أبو داود والنسائي وابن جرير عن ابن عمر قال نزلت آية المحاربين في العرنيين * وأخرج ابن جرير 7 قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم من عرينة مضرورين فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صحوا واشتدوا رعاء اللقاح ثم صرخوا باللقاح عامدين بها إلى أرض قومهم قال جرير فبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من المسلمين فقد منا بهم فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسمل أعينهم فأنزل الله هذه الآية انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية * وأخرج ابن جرير عن
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة