قال محمد صلى الله عليه وسلم مؤتمنا على القرآن والمهيمن الشاهد على ما قبله من الكتب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ومهيمنا عليه قال شهيدا على كل كتاب قبله * وأخرج أبو الشيخ عن أبي روق ومهيمنا عليه قال شهيدا على خلقه بأعمالهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فاحكم بينهم بما أنزل الله قال بحدود الله * وأخرج عد بن حميد وسعيد بن منصور والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس في قوله شرعة ومنهاجا قال سبيلا وسنة * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل شرعة ومنهاجا قال الشرعة الدين والمنهاج الطريق قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وهو يقول لقد نطق المأمون بالصدق والهدى * وبين لنا الاسلام دينا ومنهجا يعنى به النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا قال الدين واحد والشرائع مختلفة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا يقول سبيلا وسنة والسنن مختلفة للتوراة شريعة وللإنجيل شريعة وللقرآن شريعة يحل الله فيها ما يشاء ويحرم ما يشاء كي يعلم الله من يطيعه ممن يعصيه ولكن الدين الواحد الذي لا يقبل غيره التوحيد والاخلاص الذي جاءت به الرسل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الله بن كثير في قوله ولكن ليبلوكم فيما آتاكم قال من الكتب * قوله تعالى (وان احكم بينهم) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال كعب بن أسد وعبد الله بن صوريا وشاس بن قيس اذهبوا بنا لي محمد لعلنا نفتنه عن دينه فاتوه فقالوا يا محمد انك عرفت أنا أحبار يهود وأشرافهم وساداتهم وانا ان اتبعناك اتبعنا يهود ولم يخالفونا وان بيننا وبين قومنا خصومة فنحاكمهم إليك فتقضى لنا عليهم ونؤمن لك ونصدقك فأبى ذلك وأنزل الله عز وجل فيهم وان احكم بينهم بما أنزل الله إلى قوله لقوم يوقنون * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله وأن احكم بينهم بما أنزل الله قال أمر الله نبيه أن يحكم بينهم بعد ما كان رخص له أن يعرض عنهم ان شاء فنسخت هذه الآية ما كان قبلها * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال نسخت من هذه السورة فان جاؤوك فاحكم بينه أو أعرض عنهم قال فكان مخيرا حتى أنزل الله وأن احكم بينهم بما أنزل الله فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم بما في كتاب الله * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله وأن احكم بينهم بما أنزل الله قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم قال نسخت ما قبلها فاحكم بينهم أو أعرض عنهم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن مسروق انه كان يحلف أهل الكتاب بالله وكان يقول وأن احكم بينهم بما أنزل الله * قوله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون) أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أفحكم الجاهلية يبغون قال يهود * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله أفحكم الجاهلية يبغون قال هذا في قتيل اليهود ان أهل الجاهلية كان يأكل شديدهم ضعيفهم وعزيزهم ذليلهم قال أفحكم الجاهلية يبغون * وأخرج البخاري عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبغض الناس إلى الله مبتغ في الاسلام سنة جاهلية وطالب امرئ بغير حق ليريق دمه * وأخرج أبو الشيخ عن السدى قال الحكم حكمات حكم الله وحكم الجاهلية ثم تلا هذه الآية أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون * وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة قال كانت تسمى الجاهلية العالية حتى جاءت امرأة فقال يا رسول الله كان في الجاهلية كذا وكذا فأنزل الله ذكر الجاهلية * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن عبادة بن الوليد ان عبادة بن الصامت قال لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم تشبث بأمرهم عبد الله ابن سلول وقام دونهم ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ إلى الله والى رسوله من حلفهم وكان أحد بنى عوف بن الخزرج وله من حلفهم مثل الذي كان لهم من عبد الله بن أبي فخلعهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أتولى الله ورسوله والمؤمنين وأبرأ إلى الله ورسوله من حلف
(٢٩٠)