الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٧٠
أنفسها برزوا معهم موسى فاضطربوا بالسيوف وتطاعنوا بالخناجر وموسى رافع يديه حتى إذا أفنوا بعضهم قالوا يا نبي الله ادع لنا وأخذوا بعضديه فلم يزل أمرهم على ذلك حتى إذ قبل الله توبتهم قبض أيديهم بعضهم عن بعض فألقوا السلاح وحزن موسى وبنو إسرائيل للذي كان من القتل فيهم فأوحى الله إلى موسى ما يحزنك اما من قتل منكم فحي عندي يرزق واما من بقى فقد قبلت توبته فسر بذلك موسى وبنو إسرائيل * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل إلى باريكم قال خالقكم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت قول تبع شهدت على أحمد انه * رسول من الله بارى النسم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله إلى بارئكم قال خالقكم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال كان أمر موسى قومه عن أمر ربه ان يقتل بعضهم بعضا بالخناجر ففعلوا فتاب الله عليهم * قوله تعالى (وإذ قلتم يا موسى) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله حتى نرى الله جهرة قال علانية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة قال هم السبعون الذين اختارهم موسى فأخذتكم الصاعقة قال ماتوا ثم بعثناكم من بعد موتكم فبعثوا من بعد الموت ليستوفوا آجالهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال عوقب القوم فأماتهم الله عقوبة ثم بعثهم إلى بقية آجالهم ليتوفوها * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع ابن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل فأخذتكم الصاعقة قال العذاب وأصله الموت قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول وقد كنت أخشى عليك الحتوف * وقد كنت آمنك الصاعقة * قوله تعالى (وظللنا عليكم الغمام) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وظللنا عليكم الغمام قال غمام أبرد من هذا وأطيب وهو الذي يأتي فيه يوم القيامة وهو الذي جاءت فيه الملائكة يوم بدر وكان معهم في النية * وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وظللنا عليكم الغمام قال ليس بالسحاب هو الغمام الذي يأتي الله فيه يوم القيامة ولم يكن الا لهم * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة وظللنا عليكم الغمام قال هو السحاب الأبيض الذي لا ماء فيه * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مجلز في قوله وظللنا عليكم الغمام قال ظلل عليهم في التيه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وظللنا عليكم الغمام الآية قال كان هذا في البرية ظلل عليهم الغمام من الشمس وأطعمهم المن والسلوى حين برزوا إلى البرية فكان المن يسقط عليهم في محلتهم سقوط الثلج أشد بياضا من الثلج يسقط عليهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فيأخذ الرجل قدر ما يكفيه يومه ذلك فان تعدى فسد وما يبقى عنده حتى إذا كان يوم سادسه يوم جمعة أخذ ما يكفيه ليوم سادسه ويوم سابعه فبقى عنده لأنه إذا كان يوم عيد لا يشخص فيه لأمر معيشة ولا لطلب شئ وهذا كله في البرية * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال المن شئ أنزله الله عليهم مثل الطل شبه الرب الغليظ والسلوى طير أكبر من العصفور * واخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد قال المن صمغة والسلوى طائر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال قالوا يا موسى كيف لنا بماء ههنا أين الطعام فأنزل الله عليهم المن فكان يسقط على شجرة الترنجبين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن وهب بن منبه انه سئل ما المن قال خبز الرقاق مثل الذرة أو مثل النقي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال المن شراب كان ينزل عليهم مثل العسل فيمزجونه بالماء ثم يشربونه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان المن ينزل عليهم بالليل على الأشجار فيغدون إليه فيأكلون منه ما شاؤوا والسلوى طائر شبيه بالسماني كانوا يأكلون منه ما شاؤوا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال المن الذي يسقط من السماء على الشجر فتأكله الناس والسلوى هو السماني * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن أبي حاتم عن سعيد بن زيد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين * وأخرج أحمد والترمذي من حديث أبي هريرة مثله * وأخرج النسائي من حديث جابر بن عبد الله وأبى سعيد الخدري وابن عباس مثله * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة السلوى
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست