الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٦٣
مبعث موسى ومن مبعث موسى إلى ملك سليمان ومن ملك سليمان إلى ملك عيسى ومن مبعث عيسى إلى مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرخ بنو إسماعيل من نار إبراهيم إلى بناء البيت حين بناه إبراهيم وإسماعيل فكان التاريخ من بناء البيت حتى تفرقت معد فكان كلما خرج قوم من تهامة أرخوا مخرجهم حتى مات كعب بن لؤي فأرخوا من موته إلى الفيل فكان التاريخ من الفيل حتى أرخ عمر بن الخطاب من الهجرة وذلك سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة * وأخرج ابن عساكر عن عبد العزيز بن عمران قال لم يزل للناس تاريخ كانوا يؤرخون في الدهر الأول من هبوط آدم من الجنة فلم يزل ذلك حتى بعث الله نوحا فأرخوا من دعاء نوح على قومه ثم أرخوا من الطوفان ثم أرخوا من نار إبراهيم ثم أرخ بنو إسماعيل من بنيان الكعبة ثم أرخوا من موت كعب بن لؤي ثم أرخوا من عام الفيل ثم أرخ المسلمون بعد من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (قلنا اهبطوا منها) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله قلنا اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم من هدى قال الهدى الأنبياء والرسل والبيان * وأخرج ابن المنذر عن قتادة في قوله فمن تبع هداي الآية قال ما زال الله في الأرض أولياء منذ هبط آدم ما أخلى الله الأرض لإبليس الا وفيها أولياء له يعملون لله بطاعته * وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن تبع هدى بتثقيل الياء وفتحها * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فلا خوف عليهم يعنى في الآخرة ولا هم يحزنون يعنى لا يحزنون للموت * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في شعب الايمان عن قتادة قال لما هبط إبليس قال أي رب قد لعنته فما علمه قال السحر قال فما قراءته قال الشعر قال فما كتابه قال الوشم قال فما طعامه قال كل ميتة وما لم يذكر اسم الله عليه قال فما شرابه قال كل مسكر قال فأين مسكنه قال الحمام قال فأين مجلسه قال الأسواق قال فما صوته قال المزمار قال فما مصائده قال النساء * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إبليس لربه تعالى يا رب قد أهبط آدم وقد علمت أنه سيكون كتاب ورسل فما كتابهم ورسلهم قال رسلهم الملائكة والنبيون وكتبهم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قال فما كتابي قال كتابك الوشم وقراءتك الشعر ورسلك الكهنة وطعامك ما لم يذكر اسم الله عليه وشرابك كل مسكر وصدقك الكذب وبيتك الحمام ومصائدك النساء ومؤذنك المزمار ومسجدك الأسواق * قوله تعالى * (يا بني إسرائيل) الآيات * أخرج عبد ابن حميد وابن المنذر عن ابن عباس قال إسرائيل يعقوب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال إسرائيل هو يعقوب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مجلز قال كان يعقوب رجلا بطيشا فلقى ملكا فعالجه فصرعه الملك فضربه على فخذيه فلما رأى يعقوب ما صنع به بطش به فقال ما أنا بتاركك حتى تسميني اسما فسماه إسرائيل قال أبو مجلز ألا ترى انه من أسماء الملائكة إسرائيل وجبريل وميكائيل وإسرافيل * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال كانت الأنبياء من بني إسرائيل الا عشرة نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ومحمد عليهم السلام ولم يكن من الأنبياء من له اسمان الا إسرائيل وعيسى فإسرائيل يعقوب وعيسى المسيح * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ان إسرائيل وميكائيل وجبريل وإسرافيل كقولك عبد الله * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن الحرث البصري قال أيل الله بالعبرانية * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يا بني إسرائيل قال للأحبار من اليهود اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم أي آلائي عندكم وعند آبائكم لما كان نجاهم به من فرعون وقومه وأوفوا بعهدي الذي أخذت بأعناقكم للنبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءكم أوف بعهدكم أنجز لكم ما وعدتكم عليه بتصديقكم معه واتباعه بوضع ما كان عليهم من الأصر والأغلال وإياي فارهبون ان أنزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم من النقمات وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به وعندكم فيه من العلم ما ليس عند غيركم وتكتموا الحق وأنتم تعلمون أي لا تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولي وبما جاء به وأنتم تجدونه عندكم فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وأوفوا بعهدي يقول ما أمرتكم به من طاعتي ونهيتكم عنه من معصيتي في النبي صلى الله عليه وسلم وغيره أوف بعهدكم بقول أرض
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست