الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٦٠
آدم من ربه كلمات قال سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوأ وظلمت نفسي فاغفر لي انك أنت خير الغافرين لا له الا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوأ وظلمت نفسي فارحمني انك أنت أرحم الراحمين لا إله الا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوأ وظلمت نفسي فتب على انك أنت التواب الرحيم وذكر انه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن شك فيه * وأخرج هناد في الزهد عن سعيد بن جبير قال لما أصاب آدم الخطيئة فزع إلى كلمة الاخلاص فقال لا إله الا أنت سبحانك وبحمدك رب عملت سوأ وظلمت نفسي فتب على انك أنت التواب الرحيم * وأخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ان آدم عليه السلام طلب التوبة مائتي سنة حتى آتاه الله الكلمات ولقنه إياها قال بينا آدم عليه السلام جالس يبكى واضع راحته على جبينه إذ أتاه جبريل فسلم عليه فبكى آدم وبكى جبريل لبكائه فقال له يا آدم ما هذه البلية التي أجحف بك بلاؤها وشقاؤها وما هذا البكاء قال يا جبريل وكيف لا أبكى وقد حولني ربى من ملكوت السماوات إلى هوان الأرض ومن هذه المقامة إلى مقام الظعن والزوال ومن دار النعمة إلى دار البؤس والشقاء ومن دار الخلد إلى دار الفناء كيف أحصى يا جبريل هذه المصيبة فانطلق جبريل إلى ربه فأخبره بمقالة آدم فقال الله عز وجل انطلق يا جبريل إلى آدم فقل يا آدم ألم أخلقك بيدي قال بلى يا رب قال ألم أنفخ فيك من روحي قال بلى يا رب قال ألم أسجد لك ملائكتي قال بلى يا رب قال ألم أسكنك جنتي قال بلى يا رب قال ألم آمرك فعصيتني قال بلى يا رب قال وعزتي وجلالي وارتفاعي في علو مكاني لو أن ملء الأرض رجالا مثلك ثم عصوني لأنزلتهم منازل العاصين غير أنه يا آدم قد سبقت رحمتي غضبى قد سمعت صوتك وتضرعك ورحمت بكاءك وأقلت عترتك فقل لا إله الا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوأ وظلمت نفسي فارحمني انك أنت خير الراحمين لا إله الا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوأ وظلمت نفسي فتب على انك أنت التواب الرحيم فذلك قوله فتلقى آدم من ربه كلمات الآية * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب قال لما أصاب آدم الخطيئة عظم كربه واشتد ندمه فجاءه جبريل فقال يا آدم هل أدلك على باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه قال بلى يا جبريل قال قم في مقامك الذي تناجى فيه ربك فمجده وامدح فليس شئ أحب إلى الله من المدح قال فأقول ماذا يا جبريل قال فقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير كله وهو على كل شئ قدير ثم تبوء بخطيئتك فتقول سبحانك اللهم وبحمدك لا إله الا أنت رب انى ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر لي انه لا يغفر الذنوب الا أنت اللهم إني أسالك بجاه محمد عبدك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي قال ففعل آدم فقال الله يا آدم من علمك هذا فقال يا رب انك لما نفخت في الروح فقمت بشرا سويا أسمع وأبصر وأعقل وأنظر رأيت على ساق عرشك مكتوبا بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله فلما لم أر على أثر اسمك اسم ملك مقرب ولا نبي مرسل غير اسمه علمت أنه أكرم خلقك عليك قال صدقت وقد تبت عليك وغفرت لك خطيئتك قال فحمد آدم ربه وشكره وانصرف بأعظم سرور لم ينصرف به عبد من عند ربه وكان لباس آدم النور قال الله ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما ثياب النور قال فجاءته الملائكة أفواجا تهنئه يقولون لتهنك توبة الله يا أبا محمد * وأخرج أحمد في الزهد عن قتادة قال اليوم الذي تيب الله فيه على آدم يوم عاشوراء * وأخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند رواه عن علي قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه فقال إن الله أهبط آدم بالهند وحواء بجدة وإبليس ببيسان والحية بأصبهان وكان للحية قوائم كقوائم البعير ومكث آدم بالهند مائة سنة باكية على خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل وقال يا آدم ألم أخلقك بيدي ألم أنفخ فيك من روحي ألم أسجد لك ملائكتي ألم أزوجك حواء أمتي قال بلى قال فما هذا البكاء قال وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن قال فعليك بهؤلاء الكلمات فان الله قابل توبتك وغافر ذنبك قل اللهم إني أسالك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله الا أنت عملت سوأ وظلمت نفسي فاغفر لي انك أنت الغفور الرحيم اللهم إني أسالك بحق محمد وال محمد سبحانك لا إله الا أنت عملت سوأ وظلمت نفسي فتب على انك أنت التواب الرحيم فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم * وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست