الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٦٦
وأحسن منه الصبر عن محارم الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال الصبر في بابين الصبر لله فيما أحب وان ثقل على الأنفس والأبدان والصبر لله عما كره وان نازعت إليه الأهواء فمن كان هكذا فهو من الصابرين الذي يسلم عليهم إن شاء الله تعالى * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الصبر وأبو الشيخ في الثواب والديلمي في مسند الفردوس عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبر ثلاثة فصبر على المصيبة وصبر على الطاعة وصبر عن المعصية * وأخرج أحمد وعبد بن حميد في مسنده والترمذي وحسنه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان وفى الأسماء والصفات عن ابن عباس قال كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا غلام ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن قلت بلى قال احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وان الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئا لم يرد الله ان يعطيكه لم يقدروا على ذلك أو ان يصرفوا عنك شيئا أراد الله ان يعطيكه لم يقدروا على ذلك وأن قد جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله وإذا اعتصمت فاعتصم بالله واعمل لله بالشكر في اليقين واعلم أن الصبر على ما تكره خير كثير وان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا * وأخرج الدارقطني في الافراد وابن مردويه والبيهقي والإصبهاني في الترغيب عن سهل بن سعد الساعدي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عباس الا أعلمك كلمات تنتفع بهن قال بلى يا رسول الله قال احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده امامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله جف القلم بما هو كائن فلو جهد العباد ان ينفعوك بشئ لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه ولو جهد العباد ان يضروك بشئ لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه فان استطعت ان تعمل لله بالصدق في اليقين فافعل فان لم تستطع فان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا واعلم أن النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عباس قال كنت ذا يوم رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا أعلمك خصالا ينفعك الله بهن قلت بلى قال عليك بالعلم فان العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل دليله والعمل قيمه والرفق أبوه واللين أخوه والصبر أمير جنوده * وأخرج البيهقي في شعب الايمان والخرائطي في كتاب الشكر عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان نصفان فنصف في الصبر ونصف في الشكر * وأخرج البيهقي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبر نصف الايمان واليقين الايمان كله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والطبراني والبيهقي عن ابن مسعود موقوفا مثله وقال البيهقي انه المحفوظ * وأخرج البيهقي عن علي بن أبي طالب قال الايمان على أربع دعائم على الصبر والعدل واليقين والجهاد * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن جابر بن عبد الله قال قيل يا رسول الله أي الايمان أفضل قال الصبر والسماحة قيل فأي المؤمنين أكمل ايمانا قال أحسنهم خلقا * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه عن جده قال بينا أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله ما الايمان قال الصبر والسماحة قال فأي الاسلام أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه ويده قال فأي الهجرة أفضل قال من هجر السوء قال فأي الجهاد أفضل قال من أهريق دمه وعقر جواده قال فأي الصدقة أفضل قال جهد المقل قال فأي الصلاة أفضل قال طول القنوت * وأخرج أحمد والبيهقي عن عبادة بن الصامت قال قال رجل يا رسول الله أي العمل أفضل قال الصبر والسماحة قال أريد أفضل من ذلك قال لا تتهم الله في شئ من قضائه * وأخرج البيهقي عن الحسن قال الايمان الصبر والسماحة الصبر عن محارم الله وأداء فرائض الله * وأخرج ابن أبي شيبة في كتاب الايمان والبيهقي عن علي قال الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد إذا قطع الرأس نتن باقي الجسد ولا ايمان لمن لا صبر له * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ادخل نفسك في هموم الدنيا واخرج منها بالصبر وليردك عن الناس ما تعلم من نفسك * وأخرج البيهقي عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قضى نهمته في الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة ومن مد عينيه إلى زينة المترفين كان مهينا في ملكوت السماء
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست