الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٥٢
صلاة العصر إلى غروب الشمس * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات وابن عساكر عن ابن عباس قال خلق الله آدم من أديم الأرض يوم الجمعة بعد العصر فسماه آدم ثم عهد إليه فنسى فسماه الانسان قال ابن عباس فتا لله ما غابت الشمس من ذلك اليوم حتى أهبط من الجنة إلى الأرض * وأخرج الفريابي وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن قال لبث آدم في الجنة ساعة من نهار تلك الساعة مائة وثلاثون سنة من أيام الدنيا * وأخرج أحمد في الزهد عن سعيد بن جبير قال ما كان آدم عليه السلام في الجنة الا مقدار ما بين الظهر والعصر * وأخرج عبد الله في زوائده عن موسى بن عقبة قال مكث آدم في الجنة ربع النهار وذلك ساعتان ونصف وذلك مائتا سنة وخمسون سنة فبكى على الجنة مائة سنة * قوله تعالى (وزوجك) أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات وابن عساكر من طريق السدى عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن ابن مسعود وناس من الصحابة قالوا لما سكن آدم الجنة كان يمشى فيها وحشا ليس له زوج يسكن إليها فنام نومة فاستيقظ فإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه فسألها ما أنت قالت امرأة قال ولم خلقت قالت لتسكن إلى قالت له الملائكة ينظرون ما يبلغ علمه ما اسمها يا آدم قال حواء قالوا لم سميت حواء قال لأنها خلقت من حي فقال الله يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة * وأخرج سفيان بن عيينة عن مجاهد قال نام آدم فخلقت حواء من قصيراه فاستيقظ فرآها فقال من أنت فقالت أنا أسا يعنى امرأة بالسريانية * وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيرا فان المرأة خلقت من ضلع وان أعوج شئ من الضلع رأسه وان ذهبت تقيمه كسرته وان تركته تركته وفيه عوج فاستوصوا بالنساء خيرا * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن ابن عباس قال انما سميت حواء لأنها أم كل حي * وأخرج أبو الشيخ وابن عساكر من وجه آخر عن ابن عباس قال انما سميت المرأة مرأة لأنها خلقت من المرء وسميت حواء لأنها أم كل حي * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن عطاء قال لما سجدت الملائكة لآدم نفر إبليس نفرة ثم ولى مدبرا وهو يلتفت أحيانا ينظر هل عصى ربه أحد غيره فعصمهم الله ثم قال الله لآدم قم يا آدم فسلم عليهم فقام فسلم عليهم وردوا عليه ثم عرض الأسماء على الملائكة فقال الله لملائكته زعمتم أنكم أعلم منه أنبؤني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين قالوا سبحانك ان العلم منك ولك ولا علم لنا الا ما علمتنا فلما أقروا بذلك قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فقال آدم هذه ناقة جمل بقرة نعجة شاة فرس وهو من خلق ربى فكل شئ سمى آدم فهو اسمه إلى يوم القيامة وجعل يدعو كل شئ باسمه حين يمر بين يديه حتى بقى الحمار وهو آخر شئ مر عليه فجاء الحمار من وراء ظهره فدعا آدم أقبل يا حمار فعلمت الملائكة انه أكرم على الله وأعلم منهم ثم قال له ربه يا آدم ادخل الجنة تحيا وتكرم فدخل الجنة فنهاه عن الشجرة قبل أن يخلق حواء فكان آدم لا يستأنس إلى خلق في الجنة ولا يسكن إليه ولم يكن في الجنة شئ يشبهه فألقى الله عليه النوم وهو أول نوم كان فانتزعت من ضلعه الصغرى من جانبه الأيسر فخلقت حواء منه فلما استيقظ آدم فجلس فنظر إلى حواء تشبهه من أحسن البشر ولكل امرأة فضل على الرجل بضلع وكان الله علم آدم اسم كل شئ فجاءته الملائكة فهنوه وسلموا عليه فقالوا يا آدم ما هذه قال هذه امرأة قيل له فما اسمها قال حواء فقيل له لم سميتها حواء قال لأنها سميت من حي فنفخ بينهما من روح الله فما كان من شئ يتراحم الناس به فهو من فضل رحمتها * وأخرج ابن أبي حاتم عن أشعث الحداني قال كانت حواء من نساء الجنة وكان الولد يرى في بطنها إذا حملت ذكر أم أنثى من صفائها * وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن إبراهيم النخعي قال لما خلق الله آدم وخلق له زوجه بعث إليه ملكا وأمره بالجماع ففعل فلما فرغ قالت له حواء يا آدم هذا طيب زدنا منه * قوله تعالى (وكلا منها رغدا) * أخرج ابن جرير وابن عساكر عن ابن مسعود وناس من الصحابة قال الرغد الهني * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الرغد سعة المعيشة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وكلا منها رغدا حيث شئتما قال لا حساب عليكم * قوله تعالى (ولا تقربا هذه الشجرة) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر من طرق عن ابن عباس قال الشجرة التي نهى الله عنها آدم السنبلة وفى لفظ البر * وأخرج ابن جرير وابن أبي
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست