الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٦٢
فاصنعوه بموتاكم فغسلوه وكفنوه وحنطوه ثم حملوه إلى الكعبة فكبر عليه أربعا ووضعوه مما يلي القبلة عند القبور ودفنوه في مسجد الخيف * وأخرج الدارقطني في سننه عن ابن عباس قال صلى جبريل على آدم وكبر عليه أربعا صلى جبريل بالملائكة يومئذ في مسجد الخيف وأخذ من قبل القبلة ولحد له وسنم قبره * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بجنازة فصلى عليها وكبر أربعا وقال كبرت الملائكة على آدم أربع تكبيرات * وأخرج ابن عساكر عن أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألحد آدم وغسل بالماء وترا فقالت الملائكة هذه سنة ولد آدم من بعده * وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن أبي فراس قال قبر آدم في مغارة فيما بين بيت المقدس ومسجد إبراهيم ورجلاه عند الصخرة ورأسه عند مسجد إبراهيم وبينهما ثمانية عشر ميلا * وأخرج ابن عساكر عن عطاء الخراساني قال بكت الخلائق على آدم حين توفى سبعة أيام * وأخرج ابن عدي في الكامل وأبو الشيخ في العظمة وابن عساكر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس أحد من أهل الجنة الا يدعى باسمه الا آدم فإنه يكنى أبا محمد وليس أحد من أهل الجنة الا وهم جرد مرد الا ما كان من موسى بن عمران فان لحيته تبلغ سرته * وأخرج ابن عدي والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة ليست لهم كنى الا آدم فإنه يكنى أبا محمد تعظيما وتوقيرا * وأخرج ابن عساكر عن كعب قال ليس أحد في الجنة له لحية الا آدم عليه السلام له لحية سوداء إلى سرته وذلك أنه لم يكن له في الدنيا لحية وانما كانت اللحى بعد آدم وليس أحد يكنى في الجنة غير آدم يكنى فيها أبا محمد * وأخرج أبو الشيخ عن بكر بن عبد الله المزني قال ليس أحد في الجنة له كنية الا آدم يكنى أبا محمد أكرم الله بذلك محمدا صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن عساكر عن غالب بن عبد الله العقيلي قال كنية آدم في الدنيا أبو البشر وفى الجنة أبو محمد * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن خالد بن معدان قال أهبط آدم بالهند وانه لما توفى حمله خمسون ومائة رجل من بنيه إلى بيت المقدس وكان طوله ثلاثين ميلا ودفنوه بها وجعلوا رأسه عند الصخرة ورجليه خارجا من بيت المقدس ثلاثين ميلا * وأخرج الطبراني عن أبي برزة الأسلمي قال إن آدم لما طؤطئ منع كلام الملائكة وكان يستأنس بكلامهم بكى على الجنة مائة سنة فقال الله عز وجل له يا آدم ما يحزنك قال كيف لا أحزن وقد أهبطتني من الجنة ولا أدرى أعود إليها أم لا فقال الله تعالى يا آدم قل اللهم لا إله الا أنت وحدك لا شريك لك سبحانك وبحمدك رب انى عملت سوأ وظلمت نفسي فاغفر لي انك أنت خير الغافرين والثانية اللهم لا إله الا أنت وحدك لا شريك لك سبحانك وبحمدك رب انى عملت سوأ وظلمت نفسي فاغفر لي انك أنت أرحم الراحمين والثالثة اللهم لا إله الا أنت سبحانك وبحمدك لا شريك لك رب عملت سوأ وظلمت نفسي فاغفر لي انك أنت التواب الرحيم فهي الكلمات التي أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم قال وهي لولده من بعده وقال آدم لابن له يقال له هبة الله ويسميه أهل التوراة وأهل الإنجيل شبث تعبد لربك واسأله أيردني إلى الجنة أم لا فتعبد لله وسال فأوحى الله إليه انى راده إلى الجنة فقال أي رب انى لست آمن ان أبى سيسألني العلامة فألقى الله سوارا من أسورة الحور فلما أتاه قال ما وراءك قال ابشر قال أخبرني انه رادك إلى الجنة قال فما سألته العلامة فاخرج السوار فرآه فعرفه فخر ساجدا فبكى حتى سال من عينيه نهر من دموع وآثاره تعرف بالهند وذكر ان كنز الذهب بالهند مما ينبت من ذلك السوار ثم قال استطعم لي ربك من ثمر الجنة فلما خرج من عنده مات آدم فجاءه جبريل فقال إلى أين قال إن أبى أرسلني ان اطلب إلى ربى أن يطعمه من ثمر الجنة قال فان ربه قضى ان لا يأكل منها شيئا حتى يعود إليها وانه قد مات فارجع فواره فاخذ جبريل عليه السلام فغسله وكفنه وحنطه وصلى عليه ثم قال جبريل هكذا فاصنعوا بموتاكم * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال قبر آدم عليه السلام بنى في مسجد الخيف وقبر حواء بجدة * وأخرج ابن أبي حنيفة في تاريخه وابن عساكر عن الزهري والشعبي قالا لما هبط آدم من الجنة وانتشر ولده ارخ بنوه من هبوط آدم فكان ذلك التاريخ حتى بعث الله نوحا فأرخوا ببعث نوح حتى كان الغرق فكان التاريخ من الطوفان إلى نار إبراهيم فأرخ بنو اسحق من نار إبراهيم إلى بعث يوسف ومن بعث يوسف إلى
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست